مما لا شك فيه، أن شكيب خليل، وزير الطاقة والمناجم، لما يزيد عن عشرة أعوام، ما بين 2000 و 2010، فاسد وناهب ومتهم من قضاء بوتفليقة نفسه بجرائم اقتصادية كثيرة…وكان، رسميا ونظريا، مطارد من البوليس الدولي…
ومما لا شك فيه، أن “حج” شكيب خليل شبه اليومي للزوايا المنحرفة، التي ساهمت في إطالة عمر الاستعمار في بداية القرن 20 وفي إطالة عمر الاستبداد في القرن 21، هدفه الظهور بمظهر المسلم الورع والتقي النقي…كما فعلها من قبله عبد العزيز بوتفليقة في 1999…
لكن مما لا شك فيه أيضا، أن الذي يصنع الرؤساء في الجزائر، كان ومايزال، هو دبابة الداخل بدعم خارجي…
فدبابة الداخل، على سبيل المثال، هي التي جاءت بالعقيد الشادلي بن جديد في 1979 خلفا للعقيد بومدين…
بومدين، الذي لاقاه الموت على حين غفلة، وهو في عز شبابه، كانت قد جاءت به الدبابة خلفا لبن بلة في 1965…
نفس الدبابة التي كانت قد جاءت بأحمد بن بلة في صائفة 1962 بعد أن أطاحت بالحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية…
في 1979، كان الجميع يعتقد أن خلافة العقيد بومدين لن تخرج من أحد الإثنين، محمد صالح يحياوي منسق الحزب الواحد أو عبد العزيز بوتفليقة وزير الخارجية…
لكنّ كبار العسكر قرروا يومها، أن رئاسة الدولة شيء بالغ الأهمية والجدية حتى تترك لمدني أن يتولاها…
فالجزائر هي هبة كبار العسكر، هي شيئهم الخاص، حاجتهم الشخصية، ملكيتهم الأساسية و “قضيتهم المركزية”…على شاكلة قضية فلسطين للحكام العرب…
وفي 1992 قررت الدبابة أيضا، أن تقوم بانقلاب ثلاثي، فأطاحت بالرئيس وبالبرلمان الجديد و بالدستور، وجاءت، بمن كان يوصف قبل أعوام فقط، بالخائن محمد بوضياف من منفاه المغربي..لكن سرعان ما قتله أرباب الدبابة عندما خرج عن خطوطها المرسومة وأراد أن يصبح رئيسا بحق…
وإذا بالدبابة تأتي بأحد عقداء الثورة، علي كافي، الذي سرعان ما ترك منصبه لعسكري آخر، هو اليامين زروال، بعد أن قرر أصحاب الدبابة، على عجل، كما يروي خالد نزار قائد الإنقلاب، ذلك في مذكراته…
نفس الدبابة تقرر أن تسقط الجنرال زروال، “رئيس الجمهورية”، في صائفة 98، على وقع فضائح مدوية ملأت الصحافة…ومجازر مرعبة شهدها ذاك الصيف القاتل…
وليستقر أمر الدبابة حينها على وزير خارجية بومدين، من جديد، باعتباره، كما قال الجنرال نزار أيضا، “أقل المرشحين سوءا “…
مما لا شك فيه، أن الخمسة عشر الماضية، قد شهدت صراعات متصاعدة وقعت بين المتشاكسين على السلطة، كان من بين نتائجها، أن أنهت سطوة محمد العماري في 2004 وهو أكثر الجنرالات دموية…
وتبع ذلك في 2007 “موت” إسماعيل العماري أكثر الجنرالات خبثا ومكرا…
وأزيح “مخ” العسكر الجنرال محمد التواتي…وهلك عرّاب السلطة الجنرال العربي بالخير…
وسُجن الجنرال حسان… و تَبعه الجنرال بن حديد…
وأطيح بأكثرهم شرا وجبنا…الفريق توفيق…
كل ذلك حدث…وحدثت أشياء أخرى…
لكن ما كان ذلك ليحدث لولا أن الدبابة التي يقودها اليوم الفريق المخضرم، أحمد قايد صالح، أشد كبار العسكر فسادا وجهلا…تحالفت مع صاحب الكرسي المتحرك بموافقة ومباركة فرنسية أمريكية…
شكيب خليل لن يكون أبدا رئيسا إنما هو ملهاة، تحريف للأنظار، مخادعة وخداع…
حتى يكمل أصحاب الدبابة التوافق على من يخلف بوتفليقة…بمباركة أمريكية فرنسية…
من هم الذين تُتداول أسماؤهم؟ ولماذا؟ ومن يدعم من؟ ومتى يحسم الأمر؟…
تساؤلات قد أعود للإجابة عنها في قادم الأيام حسب ما يتبدّى لي ويبدو…
كيف أمكن لجزائر 2016 والشعب المتعلم الواعي أن تبقى متخلفة في كسب حرية الإرادة وماتزال تعيش في العصور الوسطى بل الفراعنة، أولم يحن الوقت ان تفهم الجزائر كل الجزائر أن لا مفر من كسب الإرادة.
يا ليتهم إكتفوا بتعيين الرؤساء ولم يتورطوا في قتل الأبرياء من الشعب و حتى الرفقاء وخيانة الشهداء,و نهب المال العام.عاثوا في البلاد فسادا,في غياب الوعي الشعبي و خاصتا النخبة من هذا الشعب.رضينا بالذل و الذل لم يرضى بنا.
أنا أعتقد يا أستاذ أن عودة شكيب هي في حد ذاتها خدعة لتخويف الشعب من تولي شكيب لرئاسة الجمهورية و بهذا سيوافق الشعب و لن يحتج على أي رئيس آخر يفوز في الأنتخابات حتى و أن فاز بالتزوير ليتخلص الشعب من حكم شكيب الذي يخيفوننا بأشاعة خلافته لبوتفليقة و في النهاية سيقبض شكيب ثمن دوره في المسرحية بأموال أو بمنصب و أعتقد أن حداد أحد المرشحين فهو صديق السعيد و بتوليه الرئاسة سيبقى السعيد يتدخل في شؤن الرئاسة حتى بعد موت أخيه و القائد صالح لن يعترض بما أن له نصيبه في كل مؤامرة
يا أستاذ العربي نشكرك على هذا المقال ولكن للأسف الشديد انت تكتب لفئة قليلة من الشعب لان غالبيتهم لا يهمهم الأمر بسبب خوفهم الكبير مما قد تؤول اليه الأمور ، لان هذه العصابة الحاكمة نجحت في تركيع الشعب الجزائري بالإرهاب الذي هو من صناعتها ، فماذا تنتظرون من هذا الشعب الذي رضي برئيس مقعد وبرلمان منافق وحكومة بلهاء ، وكل همه كرة القدم ( وداعا لجزائر ضحى عليها رجال ويعيش فيها انذال
لقد أصبح من التاريخ , كل المسؤولين فى البلا د يخدمون جهة واحدة : النظام العالمى الجديد
كل رجل يرفض هذا الآتجاه لا يكون,ويتهم باللأرهاب
أن نقول بأن الشعب رضي برئيس مقعد فهذا إجحاف في حق الشعب الذي اعتزل السياسة و طلقها طلاقا بائنا بالثلاث خاصة بعدما حدث من إنقلاب على إرادته وخذلان الطبقة المثقفة له و دخوله في نفق نظام ذاق فيه المر و الحنظل و لم يجد من ينجده و يخرجه من مجنته رغم استغاثاته و آهاته و اليوم أتعجب ممن ينعته بالراضي و الديوث.فمعذرة يا شعب المليون و نصف مليون شهيد.