“هذه الأرض ليست للبيع”

 

مصالي الحاج الجزائر

صرختان في الثلاثينات غيرت مجرى تاريخ الجزائر و مهدت لصرخة أول نوفمبر 54 الكبرى.
الصرخة الأولى أطلقها، واضحة جلية، الشيخ عبد الحميد بن باديس، في بداية الثلاثينات يوم قال”والله لو قالت لي فرنسا قل لا إله إلا الله ما قلتها”.
والصرخة الثانية أطلقها، مدوية صادعة، مصالي الحاج، عندما قال في 2 أوت 1936 “هذه الأرض ليست للبيع”.
كلتا الصرختان هدفتا لتحرير الإنسان الجزائري، تحرير عقله ونفسيته…
الأولى تحريره من “دين” الإستعمار المزيف، والثانية تحريره من “التعايش” السلمي مع الإستعمار والذوبان فيه.
كلا الصرختان ستؤثران في عقول أجيالا بكاملها وتمهد الطريق لصرخة أعظم هي صرخة الله أكبر، التي دوت إبتداء من ليلة أول نوفمبر 1954، والتي ستملأ أرض الجزائر ثورة على الظالمين المحتلين حتى أخرجت الإمبراطورية الفرنسية من أرض كانت قد ألغت أهلها من الوجود الإنساني وألحقتها بدولتها كجزء لا يتجزأ منها…
اليوم إذا، تمر الذكرى الثمانين لتلك الكلمة المشهودة، التي قالها المجاهد والمناضل الكبير مصالي الحاج مؤسس الحركة الوطنية الإستقلالية، في تجمع ضم الآلاف من الجزائريين في الملعب الذي يعرف اليوم بإسم “ملعب 20 أوت”.
يومها جاء مصالي الحاج على عجل من فرنسا، عندما أبلغه مناضلي حزب الشعب الجزائري أن المجتمعين فيما يعرف بالمؤتمر الإسلامي، يخضعون لضغوط رهيبة للإعتراف الرسمي بأن الجزائر جزء من الإمبراطورية الفرنسية وأن مطالبهم ليست أكثر من مطالب ثقافية ومعيشية…
لم يُسمح لمصالي الحاج، الذي لم يكن مدعوا، بإلقاء كلمة لولا تدخل وإصرار الشيخ عبد الحميد بن باديس على ضرورة أن يسمع المؤتمر كلمة مصالي…
أعطيت له الكلمة وطُلب منه الإختصار الشديد، فقال قولته التي هزت النفوس وحركت المشاعر وقلبت المؤتمر رأسا على عقب…
«إن هذه الأرض ليست للبيع ولا للمقايضة لأن أصحابها لا يزالون أحياء يرزقون»
ولتنطلق الجناجر بعدها مرددة “يحيا نجم شمال إفريقيا…ويحيا الإستقلال”.
هذا الموقف أعاد الأمور إلى نصابها، وجعل أكثر الحاضرين و على رأسهم علماء الجمعية، أن يكونوا أقرب لخطاب مصالي الحاج مما كان يريده الإندماجيون بقيادة فرحات عباس وطالب عبد السلام وأمثالهما…
موقف تارخي رسم الطريق لعشرات الآلاف من الجزائريين فيما بعد، وأذّن بأن مرحلة ثائرة قد لاحت بوادرها في الأفق، وأن الإستقلال كل الإستقلا ل و لاشيء غير الإستقلال الكامل، سيكون مطلب الأحرار من الجزائريين…
وقد كان…

 

محمد العربي زيتوت

Comments (2)
Add Comment
  • عبد الكريم

    Ce site est le seul où je peux m’exprimer librement, libre au sens du coran et en aucun cas au sens de la pensée humaine

    En 1850, les musulmans, les juifs et les japonais étaient au même degré de civilisation matérielle
    En 2016, un seul résultat dans ce bled, en arrière par dessus les tombes

    La logique marche ou crève n’engendre aucune civilisation, à part la logique vaincre ou mourir, la France en a fait l’expérience par le passé.

  • ابو صفوان

    السلام عليكم ورحمة الله،

    { موقف تارخي رسم الطريق لعشرات الآلاف من الجزائريين فيما بعد، وأذن بأن مرحلة ثائرة قد لاحت بوادرها في الأفق، وأن الإستقلال كل الإستقلا ل و لاشيء غير الإستقلال الكامل، سيكون مطلب الأحرار من الجزائريين…

    وقد كان…} ولكن عن اي استقلال تتكلم اخي الكريم….بعد مرور اكثر من نصف قرن ضاع الامل وطمست الاحلام وازدادت الآلام وانتشر الفساد واستأسدت الجريمة وطغى الظلم والاستبداد.
    وكما قلت سابقا، فانه يمكنك ان تقوم بثورة ما وتحرر البلاد ولكن ان تحافظ على مكاسب الثورة هو بيت القصيد وهو ما يجب التفكير فيه قبل بدء الثورة والا ضاع الامل و….. وشكرا