رد: كانو يدفعون لي آلاف الدولارات

تأدب حينما تخاطب الناس…
كانوا يدفعون لي آلاف الدولارات كل شهر مع كل الإمتيازات والجواز الديبلوماسي والنفوذ والمركز الإجتماعي…
كنت في بداية الثلاثينات من العمر…
كنت أشغل وظيفة يسيل عليها اللعاب…وظيفة وصلتها بدراستي وإجتهادي بعد توفيق الله…

ولو قبلت عروضهم، حتى بعد أن تركت وظيفتي ووطني، لأصبحت وزيرا على الأقل أو سفيرا حيث أشاء…
لكني إخترت البعد على وطني وأهلي وإخواني…
فضلت العمل بعرق جبيني…
فضلت أن أبيع السندويشات والقهوة والخبز
لكن أبقى حرا لا يتحكم في مخلوق، أي مخلوق، مهما علا شأنه وتعاظم سلطانه….
ولم تغرين سلطة ولا مال ولم يرهبن طاغية مهما كانت جبروته وقوته وطغيانه…

أصدع بكلمة الحق…مدوية صارخة…في وجه كل ظالم…

لا يحدني إلا ضميري الذي يراعى الله أولا وأخيرا…

منذ أكثر من 21 عاما…
لم تتبدل مواقفي ولم تتلون…لم أحيد قيد أنملة على ما أعتقد راسخا، رسوخ الجبال، أنه الحق…

عندما تتحدث عن “جيب مشروع”…من يتركك تجيب مشروع من يتركك حقا تشتغل…
إذا كنت تعيش في الجزائر، أو حتى تتابع ما يحدث فيها عن بعد، كنت ستدرك حقا أننا أمام عصابات فاسدة ومفسدة تملأ يوميات الناس رداءة وظلما…
أصبحت الحياة ضنكى لا تطاق…
فإذا بالجميع يريد أن يهرب منها ولو للموت أحيانا…
سأنهي حديثي، بأن اذكرك بمحمد بوضياف الذين هم أتوه به، وهو رئيس دولة قتلوه…
قتلوه أمام العالم أجمع وعلى المباشر…
لأن مشروعه لم يكن على هواهم…
كيف لغيره أن ينجح…اللهم إلا إذا كان مفسدا وشريكا للمفسدين…
مرة أخرى، قبل أن تكتب أو تنطق بكلمة فكر جيدا فيما تقول…
و لا تشتم من ترك الدنيا وزخارفها من أجل الدفاع عن المستضعفين والمحقورين والمظلومين…
كل المظلومين دون تفريق…
وأعلم أنّ ما دعاني للرد عليك، ليس سوء كلامك… فهناك من يتقيأ أبشع وأخبث وأكذب مما نطقت…
ولكني أحببت أن يراجع أمثالك أنفسهم قبل أن يصيبوا الأحرار بجهالة فيصبحوا نادمين …
طبعا إن كان لهم أدنى حياء…
أو فيهم ذرة مروءة…

Comments (1)
Add Comment
  • RAZINE

    الحُرُّ يأبى أن يبيعَ ضميرَه . . . . بجميعِ ما في الأرضِ من أموالِ
    ولكمْ ضمائرُ لو أردْتُ شراءَها . . . . لملكْتُ أغلاها بربعِ ريالِ
    شتانَ بين مصرحٍ عن رأيهِ . . . . حُرٍ وبين مخادعٍ ختالِ
    يرضى الدناءةَ كلُّ نذلٍ ساقطٍ . . . . إِن الدناءةَ شيمةُ الأَنْذالِ