في خضم الثورة الجزائرية ومع تزايد الدمار الذي نتج عن المواجهة المسلحة مع فرنسا الإستعمارية، إنبرت في نهاية الخمسينات، أصوات، متألمة وحزينة، تنادي بوقف الثورة التي أدت إلى تدمير حياة الملايين ووضع أكثر من مليونين إنسان في المعتقلات والمحتشدات…
ناهيك عن مئات الآلاف من القتلى والجرحى… و التعذيب والتهجير…
وإنتشار الفقر المدقع في الأرياف والقرى كما في حواضر المدن…
بعض الذين نادوا بوقف الثورة وقبول الحلول “الوهمية”، الذي كان الجنرال ديغول قد بدأ في عرضها، مثل الحكم الذاتي…وسلم الشجعان…المناضل محمد زعموم، والذي عُرف ثوريا بإسم العقيد سي صالح، وقد كان أحد كبار القادة العسكريين و من مفجري الثورة الأوائل…
وقد تولى قيادة الولاية الرابعة إبتداء من 1956…
كان العقيد سي صالح، رحمه الله، و مع إشتداد المعارك، يتألم بشدة لما آلت إليه أحوال الثورة وإستشهاد عشرات الآلاف من المجاهدين ونقص الأسلحة والتفوق العددي والتسليحي لفرنسا المدعومة من الحلف الأطلسي…
وما أحزنه أكثر، خلافات الثوار، خاصة في الخارج، و توسع الخصومات التي وصلت أحيانا حد الإقتتال والإغتيالات…
قرر العقيد سي صالح وإثنين من كبار مساعديه الإتصال بالإدارة الإستعمارية للوصول إلى “حل ينهي معاناة الجزائريين…”
وصل إلى قصر الإليزيه في يونيو-جوان 1960 وبدأ محادثات مع حكومة ديغول في تحد صارخ لقيادة الثورة ومواثيقها…
كل ما كان يهم العقيد سي صالح هو وقف نزيف دم الجزائريين…وقف التشريد والتعذيب…و إنقاذ الملايين من الفقر والجوع الذي كان يزحف عليهم بسبب ظروف الحرب شديدة العنف و القساوة…
رفضت الثورة وقيادتها تصرف العقيد سي صالح و قررت محاكمته…
لكن الجنرال ديغول الماكر ودعايته المضللة أمعنوا في تصوير الأمر على أنه إنشقاقات هائلة بين الثوار…
أدى ذلك لإنهيار المعنويات فألتحق مئات من الثوار، ضعفاء الهمة والعزيمة، بالجيش الاستعماري…
فقد صدقوا الدعاية الفرنسية بأن الثورة إنهزمت وإن هي إلا أيام أو أسابيع و يستسلم الجميع…
كانت أشهرا شديدة القتامة والمرارة…
بلغ اليأس مبلغه وتهاوت عزائم كثير من الثوار…
سادت حالة من القنوط في أوساط الشعب الجزائري ومناصريه عبر العالم…
لكن، وفجأة، شيئا ما حدث…
تململ ثوار كبار داخل الولاية الرابعة و إنشقوا عن العقيد سي صالح وعزلوه…
لم يقتنعوا بتفسيراته ومبرراته…وأعتبروه، في أفضل الأحوال، قد شق الصف وخرج عن القيادة العامة للثورة…
ألقي القبض على العقيد و قام المعترضون عليه بإعدام مساعديه الذين حضروا معه لقاء الإيليزيه…
وأُمر هو بالذهاب إلى تونس لحضور محاكمة عسكرية و التي كان يجب أن يقوم بها فقط من يحمل رتبة عقيد في الثورة…
في الطريق إشتبك حراسه مع كتيبة إستعمارية وسقط سي صالح شهيدا…مع رفاقه الحراس…
كانت خاتمة طيبة…
فقد سقط برصاص العدو…ولم يشنقه رفاقه في تونس حيث كان الجميع في إنتظاره وقد توقعوا إعدامه…
بوفاته سقط مشروع الجنرال ديغول الماكر المسمى سلم الشجعان…
في هذا الوقت كان الدعم العالمي يتعاظم والأمل يعود للشعب الجزائري، خاصة بعد مظاهرات وإضرابات ديسمبر 1960…
…
…
لم يكن العقيد سي صالح خائنا أو عميلا…
بل من أوائل الثوار ومن أكثرهم شجاعة وبأسا، يمتلئ حماسا وإخلاصا، لكنه إجتهد منفردا بعد أن أصابه الإحباط وهو يرى استشهاد إخوانه الثوار بالآلاف…
وهو يرى إنتقام المحتل، شر إنتقام، من شعبه البائس المشرد وقد طحنته الحرب طحنا…
استعجل النصر…
ثم إستعجل الوصول إلى حل مع قوة ظالمة ماكرة و مخادعة…
خرج على مواثيق الثورة و على توافق القيادة الجماعية…
خروجه سبب كوارث للثورة لأشهر عديدة وأحدث حالة يأس مرعبة…
وكان من نتائج ذلك الموقف الخاطئ إلتحاق مئات من الثوار بالقوات الإستعمارية، بعد أن تمكنت منهم الروح الإنهزامية…التي عمقتها الدعاية الإستعمارية…
لم يكن سي صالح حكيما بما فيه الكفاية ليفهم أن إستعجال النصر قد يدفعه للقيام بخطيئة الهرولة نحو العدو عساه يلقى عنده حلا لما اعتقد انه بؤسا لا يُطاق …
قد أدى ذلك إلى كوارث وعواقب وخيمة…
في الأخير إنتصر الشعب الجزائري على إمبراطورية كانت تقهر، بشكل أو بآخر، ربع العالم تقريبا تستعبد شعوبا بأكملها وتنهب خيرات أوطانهم…
وفِي خضم فرحة عارمة بإستعادة الحرية والاستقلال توارت تلك الظروف البائسة التي ضغطت على الكثيرين الذين ندموا ، في لحظة يأس ، على الثورة ضد الطغيان
توارت الجراح والآلام وانبثق فجر جديد وتهاوت الامبراطورية الغاشمة وخرجت ذليلة من أضيق أبواب التاريخ…
قبل ان تعود من نوافذ المكر والغدر …
وتلك قصة اخرى…
محمد العربي زيتوت
انما الأعمال خواتمها, سى صالح , أراه بدآ صالحا و لا أظن اجتهاده يسقط جهاده يوم القيامة ان صدقت نيته,
لقد صاراليوم ميتا حيا بين أحياء أموات,
كنا نقول بلد المليون شهيد و اليوم نقول بلد اربعةة ألاف مليردار وملايين قطعت أرزاقهم
L’homme crée l’unité et l’unité crée le maitre et l’esclave
Bonjour Mr Zitout,
Je vous remercie pour l’écriture qui résume très très brievement la vie de ce grand militant.
La décision du colonel Si Salah n’avait pas été prise à la légère. Avant de prendre une telle
décision, il avait pris la peine d’aller en Tunisie pour avoir des explications de la part des
chefs sur la raison qui les empêche d’envoyer des armes. C’est le seul de tous les émissaires
qui sont allés là bas qui est revenu continuer la révolution à l’intérieur. Tous ceux qui
partaient au Maroc ou en Tunisie ne revenaient pas. Ils préféraient attendre le résultat à
l’extérieur.
Ce qu’il a vu là bas l’avait chagriné et révolté. Alors que les moudjahidines de l’intérieur
mourraient en nombre par manque d’armement, les autres vivaient la belle vie.
Heureusement qu’il est mort en martyr. Allah Yerahmou. Il avait commencé le militantisme
depuis son jeûne age.