الجزائر.. تحذيرات من اعتماد الخيار الأمني في التعاطي مع الاحتجاجات الاجتماعية

حذّر العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، من أن استمرار النظام الجزائري في منع أي احتجاج سلمي حيال الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة من شأنه أن يدفع إلى انفجار عنيف للأوضاع في الجزائر.

وأشار زيتوت في حديث لـ “قدس برس” اليوم الأربعاء، إلى أن “الخيار الأمني الذي تعاطت به السلطات الأمنية الجزائرية مؤخرا الاحتجاجات الاجتماعية التي شهدتها مدينتا بجاية والبويرة ومدن أخرى، ليس ينهي الصعوبات الاقتصادية التي يعيشها الناس”.

ووصف زيتوت “حديث بعض قادة النظام الجزائري عن مؤامرة خارجية تقف وراءها إسرائيل والمغرب وفرنسا، بأنه محاولة للهروب من مواجهة الحقيقة، وهي فشل النظام في حماية البلاد كدولة وكاقتصاد وكسياسة ومجتمع”.

وأكد زيتوت، أن “النظام هو من يتآمر على الجزائر كدولة، وأنه حولها بسياساته من دولة مركزية في المنطقة كان يمكنها أن تلعب دورا بارزا ومحوريا في امنطقة، إلى دولة ضعيفة تنهبها القوى الكبرى عبر بيعها السلاح الفاسد والمغشوش للجزائر”.

وأضاف: “كيف يمكن للقوى الكبرى المتربصة بالجزائر، أن تحترم بلادنا، ورئيسها مقعد و لم يخاطب الشعب منذ 8 أيار (ماي) عم 2012، وهو لم ينطق بكلمة واحدة إلى شعبه؟”.

وأكد زيتوت، أن “الخطر الأكبر والأوحد على الجزائر والجزائريين هو النظام، حيث أنه في العام الماضي وحده ركب 29 ألف جزائري قوارب الموت إلى دول الشمال، وهم اليوم اليوم يعيشون تيها في دول اللجوء في كل مكان”.

وأضاف: “لذلك فإن مظاهرات بجاية والبويرة وبقية المدن الجزائرية، التي تم قمعها fa]m، مازالت أسبابها قائمة، وأعتقد أن الذين اختاروا الطرق السلمية للتعبير عن رأيهم، ثم تم قمعهم بطرق عنيفة، سيجدون أنفسهم مضطرين لإطلاق انتفاضة عارمة، نتمنى أنتهدم النظام و لا تهدم الدولة”، على حد تعبيره.

وكانت مجلة “الجيش” لسان حال المؤسسة العسكرية في الجزائر، قد أكدت أن الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها قيادة الجيش الوطني الشعبي خلال السنوات الاخيرة بهدف تأمين كافة حدود البلاد لمواجهة أي طارئ كفيلة بأن تدحض كل المؤامرات والتهديدات مهما كانت طبيعتها وأيا كان مصدرها.

وأوضحت مجلة الجيش في عددها الأخير لشهر كانون ثاني (يناير) الجاري أن “التحديات الراهنة تقتضي أن يتحلى الجميع بأقصى درجات اليقظة والحيطة لإجهاض وإفشال المخططات الغادرة اليائسة حتى تبقى الجزائر عصية على أعدائها المتربصين”.

وأشارتالمنجلة في تقرير لها نشرته صحيفة “الفجر” الجزائرية اليوم الاربعاء، إلى “أن الجيش الوطني الشعبي يدرك تمام الإدراك أن لا شيء يعلو في كل الظروف الدولية والإقليمية الراهنة على تأمين حاضر الجزائر وضمان مستقبلها في كنف الاستقرار والسكينة”.

وأكدت أنه على يقين راسخ أن ذلك سيأتي بفضل أبنائها المخلصين الذين يتسلحون وهم ماضون في هذا الإنجاز بتصميم قوي وإرادة راسخة لاتقهر، مدركين فعلا حجم التضحيات الجسام التي قدمها الأسلاف متحدين كل الصعاب مهما عظمت وتدفعهم تلك اللحمة القوية وروح التضامن الكامنة بين الجيش الوطني وعمقه الشعبي والتي مافتئت تتعزز على مر السنين.

وبحلول السنة الجديدة أكدت مجلة الجيش الوطني أن هذا الأخير سيستمر في سياق تنفيذه مهامه في كل الظروف مستعدا للتضحية بالأرواح اقتداء بالأسلاف وجعل أجساد أفراده سدا منيعا ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الجزائر واستقرارها، وفق المجلة.

وعاد الهدوء المشوب بالحذر إلى أحياء كل من “بجاية” و”البويرة” (محافظات قبائلية شرق البلاد) والجزائر العاصمة، بعد يومين من المواجهات بين الأمن والمتظاهرين الشبان احتجاجا على ميزانية العام 2017.

وتجوب دوريات من القوات الخاصة شوارع المدن، التي شهدت أعمال عنف، دون أن تقوم بإغلاق الطرقات.

وتأتي هذه الاحتجاجات بالتزامن مع إضراب شامل نظمه تجار منطقة القبائل احتجاجا على قانون المالية المثير للجدل، والذي تضمن زيادة في الضرائب ستثقل كاهل المواطن؛ لكن وزير الداخلية نور الدين بدوي أكد أن حكومته خصصت أكثر من 10 مليارات دولار في ميزانية 2017 لتثبيت الدعم المالي الموجه للمواطن.

ويثير قانون المالية الجديد، الذي تم تمريره بصعوبة في البرلمان، الكثير من الجدل، ولا سيما أنه يتضمن زيادات ضريبية فرضتها الحكومة من أجل سداد العجز الناجم عن انخفاض أسعار النفط.

لندن ـ الجزائر ـ خدمة قدس برس | الأربعاء 11 يناير 2017 – 14:22 م

http://www.qudspress.com/index.php?page=show&id=27387

Comments (4)
Add Comment
  • رابح بوروبة

    تحياتي للجميع
    للأسف ليس للنظام الجزائري خيار في التعاطي مع الأوضاع سِوى الخيار لأمني و ليس لها حتى متسع للمراوغة كما كان من قبل حيث تعتمد أساسا وترتكز على تجهيل الشعب والتعتيم وفرض خناق على كل وسائل الإتصال والإعلام وما يخيفهم وهو وعي الشعب وكل من يقوم بتوعيته، منذ 25 سنة وهي تركز فقط على تطوير تكنلوجيا الحل الأمي بدل التكنلوجيات الأخرى حتى أصبحت تعتبر نفسها رائدة في هذا المجال عالميا ومن شدة الإكتفاء الذاتي في هذه المادة قررة تصدرها للخارج على الأقل لو كان هذا بالدلار بل مجانا ويبق السؤال لماذا تطوير تكنولوجيا تصدر بالمجان! وتضييع ملايير الدولارات من البحوث لنجني المجانية منها بل قد تم تضييع كل مجهودات الجيش والشرطة والدرك سدى لقمع هذا الشعب لإعطاء متسع من الوقت للحكام لتطوير البلاد وخلق الثروة والتقدم والإزدهار على الأقل تطور أضعف الإمان، عندما نرى أمن ريعي ودرك ريعي وجيش ريعي وبرلمان وحكومة ريعية ومستشارين وخبراء ريعيون … لا ينتجون شيء حتى السياسة والأمن المزعوم والكل يعلم لم يصبح يتطلب هذا خبير من خريجي فرنكفورد أن الأمن ينتج بالتطور والإزدهار وحترام القانون والشعب … بمعنى أقل ما تطلبه الدولة المحترمة لم يتمكنوا من إنتاجه، سنفهم ونكتشف أن كل هؤلاء الرعاع لا يهمهم ولا يخدمون ولا يأمنون ولا يعبدون ولا يسوسون سوى حاسي مسعود الذي ينتج أكثر من 500 ألف برميل في اليوم الواحد وحاسي رمل وبئر الغاز الطبيعي تيقنتورين.

  • مسلم امازيغي جزائري

    السلام علبكم اجمعين.
    فقط اريد ان انصح المعارضين للنظام ان يعيدوا تقييمهم للوضع في الجزائر على معطيات جديدة.
    جيل 70 و 80 الذي كان يرجا منه التغيير همش و هجر و قتل. اما اجيال 90 و ما بعده فهو الذي ينبغي اصلاحه. فهو جيل برنامج مولود حمروش’ شبيبة 2000′ و نتاج بن بوزيد و خليدة تومي و الان بن غبريط.
    المهمة في الوقت الراهن اصعب من ذي قبل. يجب ايجاد القاعدة التي بها يصلح المجتمع. الازمة على كل المستويات: النخبة السياسية و العلمية و الثقافية اشترات؛ الشعب على عمومه مرتشي؛ شباب على اغلبيته ممسوخ الوعي و منزوع الارادة.
    فساد سياسي و مجتمعي و ثقافي و ديني و هوياتي.
    نبي من الله و لست ادري ايستطيع ان يصلح هذا الفساد؟ “استغفر الله”
    حتى في عهد فرنسا الشعب على عمومه كان على الفطرة: احترام الدين و شيوخ الدين و رموز الدين و العداء لما هو غريب عن الثقافة و العادات الجزائرية. العائلات متامسكة. المجتمع تع حرمه و نيف.

  • fouad

    Le 26 decembre 1991 , des elections legislatives sont organisées .Le 11 janvier 1992 l’armée du francais khaled nezzar intervient, les armes à la main, pour mettre fin à la seule et unique experience democratique qu’a connu l’algerie.En y regardant de prés l’histoire de l’algerie durant les deux derniers siecles , on observe deux choses :
    La premiere est que le 11 janvier 92 n’a d’équivalent que le 5 juillet 1962 , avec le débarquement francais à alger.Ce jour ,le 11 janvier 92, est le jour où les services francais ont pris directement la gestion du pays à travers leurs trois agents clés, larbi belkheir, nezzar khaled et tewfik mediene. Depuis ce jour, les algeriens sont invités,comme en 1830 avec la premiére génération de la colonisation, à renoncer à soi en acceptant à la fois la terreur qui leur sera imposée, mais aussi, l’appauvrissement généralisé sous l’égide du FMI.
    La deuxième chose, est que le coup d’état du 11 janvier 92 a declassifié et ridiculisé le 3 juillet 1962.En livrant en filigrane un message aux algeriens, leur disant que les sacrifices consentis pendant la guerre de liberation sont vains.La preuve on va faire de vous ce qu”on veut. C’est ainsi que le regime entend vendre son invincibilité à la population.
    Tous ces sacrifices pour rien. Tous ces sacrifices pour en arriver à tewfik mediene, nezzar et ali baba en cadavre au palais d’elmouradia.
    Ca ne sert à rien de nous ramener le frere de chadli, sa femme ou son fils pour nous dire que ce n’était pas un coup d’état. Chadli a vecu 20 ans aprés le coup d’état.20 ans ,c’est des millier d’heures . Vous auriez pu trouver une heure d’entretien avec votre karim boussalem,
    Aucun baratin, aucun dribble , aucune gymnastique verbale ne peut effacer une chose evidente. Le peuple a voté et l’armée est intervenue les armes à la main pour se dresser contre le choix du peuple.
    Le 11 janvier 92 , c’est aussi la date à laquelle le régime a signifié au monde entier que le peuple n’existe pas et que dans se pays on existe que par la mitraillette. Le citoyen algerien , désormais, est devenu une chose virtuelle.
    Le 11 janvier 92 est la date à alquelle une classe de pieds noirs s’est constituée et qui s’est enfermée à club des pins et qui traite en privé le peuple de bougnoule. Tiens , tiens du déjà vu!!!
    Le 11 janvier 92 , c’est aussi la formation d’une classe de nouveaux riches arrivistes qui s’est enrichie avec l’argent du peuple par l’intermediaire des banques publiques. Cette classe s’est faite parallelement avec celle de l’armée, à la maniere des colons, jadis.
    Le 11 janvier 92 , c’est l’expulsion forcée de millions d’algeriens de chez eux, parmi eux des cadres de valeur, laissant deriere eux une mediocrité d’une rare violence et mepris.
    Le 11 janvier 92, c’est aussi des milliers de personnes qui fuient un pays d’une beauté exceptionnelle avec des embarcations de fortune,.
    Le 11 janvier92, c’est la naissane des tueries de masse et des massacres. Le regime algerien est le premier regime au monde à avoir retourné la constestation de son peuple par un terrorisme pedagogique.Ce qui est normal de la part d’un régime qui a pris le pouvoir en massacrant de valeureux moudjahidine en 1962 avec le soutient actif et militaire de la france.
    don’t forget this……
    Le 11 janvier 1992, c’est la date à laquelle le régime a institué un terrorisme pedagogique, dont le message a été recu cinq sur cinq par la population.Il s’agissait d’installer un reflexe pavlovien où à la moindre contestation, le film des années 90 devait defilier dans l’esprit des gens. L’exemple de bejaia est eloquent. Manifestation pacifique. On envoit des casseur. Par la suite le regime a le beau role. ON ASSITE PAR LA SUITE AU DIABLE QUI PRECHE À LA BONNE PAROLE.
    Je suis sceptique au mot diable quand je me rappelle les paroles de moncef marzouki sur aljazeera: Le diable rougit quand il voit qu’il a été dépassé par les régime arabes.
    Quand à a la main étragere je n’en connait qu’une seule. la votre. Comme celle ou vous avez permis aux services etrangers de commettre des massacres dans notre pays. Et.. c’est votre journal el watan des années 90 qui le dit.
    Sachez une chose. La tranquilité que le peuple vous a effert est un luxe que vous ne meritez pas . Cette tranquilité, qui vous permet meme de vous montrer arrogants, n’est que de l’accumulation.
    Je vais vous le dire comme je le pense. YA ouled degaule, si pour l’instant vous etes assurés de ne pas etre entérés au carré des harki an france , sachez que vous ne pourrez jamais empêcher le jour de se lever .Et le bon dieu quand il leve son jour il ne vous consulte jamais.

  • جزائري

    لا يوجد عندنا نضام في الجزائر ،يوجد حراس لمصالح دول الكبرى