عبر مدارج الوعي الإنساني بقيت الحرية هي قاطرة الشعوب نحو الحضارة ،ومع ظهور الليبرالية كمفهوم غربي سرعان ماتلقَفته الشعوب العربية كعادتها في إشباع نهم الجاهزية ،فراحت تتعلق بأهداب التبعية،وذلك بداية من اللحظة الأولى للصدام الحضاري بين الغرب والعالم الإسلامي في أعقاب مجيئ عسكر نابليون لمصر العام 1798،حيث استجابت هاته الدول لعمليات التحول الليبرالي من حكم سُلطوي إلى نظم قائمة على التعددية السياسية والإنتخاب الحر للحكومات .
غير أنّ الحري بها هو إنتهاج نهج فوكو في الحفر المعرفي أو مايدعى بالإركيولوجيا لرصد الخلفيات التاريخية لأي إيديولوجيا، والوقوف عند حيثياتها الواقعية ،أما مجرد الإرتماء بين أحضان أي فكرجديد فهو تعميق للوعي الطفولي في المجتمعات،والذي سيحجب عنها حتما مايمكن إستقباله من متغيرات.
فإذا أردنا رصد الليبرالية العربية فسنجد أنها ليست وليدة لليبرالية الغربية بالمعنى الآلي للكلمة، بل نتجت كحاجة للمجتمع العربي،فمجرد تطبيق النظرية الليبرالية يجعلنا ندرك ما ينتج عنها من تناقضات، فمثلا نداء الثورة الفرنسية القائل :” لا حرية لأعداء الحرية” ،أو إستبدادية روسو الذي يقول:”لابد من إجبار الناس على أن يكونوا أحرارا” جميعها تحمل تناقض النطاق التطبيقي لتلك النظرية ،فحمل مثقفي العرب لشعارها هو تصور منقوص لفكرة تنام في مهدها بهدوء ،لتستيقظ فتهز كل ماحولها من بنى فكرية تحتية ، فمن المهم طرح تساؤلات تُشكّك حتى في الحرية كما طرحها ستيوارت ميل حين إنطلق من مُسلًّمة ليبرالية تفترِض أنّ الإنسان كائن عاقل،فتساءل قائلا:ولكن هل الإنسان عاقل ويعرف مصلحته في كل المجتمعات؟ وهل هو دائما عاقل في نفس المجتمع؟ وهل يجوز بيع السم والسلاح؟ أو أن يبيع أعضاءه؟ أو أن يقتل نفسه؟ وهل تدخل الدولة لأجل ذلك هو تحجيم لحرية الفرد؟ أم هو حماية لمجموعة أفراد ؟
وقد حدد عبد الله العروي رائد القطيعة مع التراث العربي الإسلامي ثلاث إتجاهات لليبرالية الغربية والتي تمثلت في الفلسفة الألمانية:” فلسفة نيتشه،وفيور باخ” والفلسفة الوجودية والفلسفة الماركسية إضافة للكلامية الجديدة، وبالرغم من أنّ الفلسفة الكلامية في عهد الأنوار كانت تدور حول الله، إلا أنّ الوضع انعكس – كما وصفه فيورباخ- وأصبحت تدور حول الإنسان. وهذا ما نلاحظه عند هيغيل، فلم تبق الحرية الفردية تابعة للحرية الإلهية، بل أصبحت صورة من صورها عند تعين المطلق في الفرد، فهيغيل قام بوضع الحرية الإنسانية المطلقة متجاوزا المجتمع والتاريخ ،ثم أسس نظريته تلك،وجعل من حيثيات تطبيقها هو توافق إرادة الفرد مع إرادة الدولة ،فنتج عن ذلك أمرين هما:
أولا: تقديس هيغيل للدولة
ثانيا: علاقة الحرية بالدولة
فإن كان الفلاسفة التقليديون يضعون الله كتوافق مطلق بين إرادة الفرد وإرادته،فإنّ هيغيل قد أحل محلها الدولة العقلانية،لتكون توافق إرادة الفرد وإرادتها وهو مطلق الحرية، وهدف التاريخ.
فكان الفكر الهيغلي إذن يقول:المطلق هو الدولة،والماركسي يقول:المطلق هو الطبقة العاملة، والوجودي يقول: الحرية الوجدانية هي المطلق،حتى قال سارتر: “ليس بوسع الإنسان إلا أن يكون حرا ” والكلامي يقول المطلق هو الله حتى أنه رأى أن الحرية هي لمسة إلهية في الإنسان .
هذا عن المدرسة الألمانية وماتمثله من ليبرالية غربية ،فهل توجد ليبرالية عربية ؟
لعل مايحدث في الدول العربية هو تمزق فكري أشبه بالإعاقة العقلية ،فحتى العلمانيين لايملكون من قطمير من الليبرالية ،فما نراه من تقديس للحرية هو مجرد لعقٍ لأحذية الطغاة ،فلا مراعاة حقيقية لهموم الشعوب، ولا تألم لآلامهم ،ولا كفكفة لدموعهم ،بل مجرد شعارات جوفاء تلوح في الأفق كلما أوشك على الكراسي أن يحل الغسق.
فكيف ستقوم لهاته الشعوب قائمة أو تؤسس فيها ليبرالية حقيقية إذا كانت السلطات العربية تجعل من المفكرين الأعداء الذين ينبغي طردهم ،نفيهم ،إعتقالهم ،وتعذيبهم ؟
غير أنه بإمكان أي فرد أن يؤسس مملكته الخاصة فقط بوعيه بحقوقه، وعلى رأسها الحرية ،فالمفكر العبقري مالك بن نبي يوزع إشكالية التحول الليبرالي العربي إلى أبعادها الثقافية ،فرأى أن النظام الديمقراطي مشروع تربوي للشعب كله على جميع الأصعدة،وأن الديمقراطية ليست مجرد عملية نقل السلطة إلى الجماهير، والإعلان أنّ الشعب هو صاحب السيادة بموجب الدستور،ففي الدستور الإنجليزي ـ حسب قول مالك بن نبي دائما ـ ليس هناك نص يضمن حريات الشعب البريطاني غير العقلية البريطانية الواعية بحقوقها.
فكان لزاما للملمة شعث هذا التذبذب بين الغرب والشرق هو بحث حقيقي عن فكر وسطي تحفظ فيه الحريات الفردية والجماعية ،وهذا لايتأتى إلا بالخلفية الأخلاقية ،فكما قال رائد الفلسفة النقدية كانط :” الحرية عبارة عن إستقلال الإنسان إلا عن القانون الأخلاقي “.
klmty.net/663462-_بادية_شكاط__تكتب___اللييرالية_بين_الشرق_والغرب.html
Salafiste veut dire ancien, chaque personne sur terre a en lui l’homme ancien qui dicte sa ligne meme si elle s’en écarte.
Le salef pour les laiques est le salef greque, le salef chez d’autre est le salef coranique
Une chose est certaine, sur l’axe des temps, le salef coranique est plus jeune que le salef greque
L’Europe adopte le salef greque et l’impose par la force des choses, parce que l’évangile est écrit en greque, compris selon la morale greque et la déesse de l’amour
Le salef greque impose que la révélation soit dans le cadre de la pensée humaine
Bien venu dans un monde de disjonctés