نقاش على المغاربية قبل يومين…
عادة ما يهدف الإغتيال السياسي إلى إسكات خصم إلى الأبد…
وكثيرا ما يكون ذلك بالإستئصال الجسدي…لكنه يتخذ أحيانا طرق أخرى وأهمها الإغتيال المعنوي للخصم في عيون الناس…
بنشر أكاذيب وإشاعات تستهدف إسقاطه أخلاقيا ونفسيا…
وقد شاع هذا الأمر في السنوات الأخير بشيوع المواقع الإجتماعية وإنتشارها بشكل غير مسبوق…
من بين أهم الإغتيالات السياسية الجسدية في تاريخ الجزائر المعاصر، قتل العقيد لعموري وإثنين من أقرب مساعديه بتهمة الخروج على النظام بعد أن عارض بشدة إعطاء ضباط فرنسا من الجزائريين مناصب رفيعة داخل جيش التحرير…
ولنفس السبب أُغتيل، بعد محاكمة صورية، العقيد محمد الطاهر شعباني حتى ولو كانت التهمة الرسمية هي”محاولة تقسيم البلاد وفصل الصحراء…”
قبل ذلك خَنق الباءات الثلاث عبان رمضان في إحدى ليالي شتاء 1957 بالمغرب…
أقل من عشرة أعوام على ذاك التاريخ، أعدم محمد خيضر في مدريد…
وفي فرانكفورت بألمانيا خُنق كريم بالقاسم عام 70…
ولتحدث إغتيالات أخرى مرعبة في التسعينات من أشهرها، إغتيال رئيس الحكومة الاسبق قاصدي مرباح وقد كان رأس مخابرات بومدين في الستينات والسبعينات…
كما أغتيل عدد كبير من القضاة والصحفيين والأئمة وأعضاء أحزاب وفنانين، من اشهر هم الشاب حسني، عبد القادر علولة، معطوب الوناس، محمد بوسليماني، عبد القادر حشاني…
وآخرهم، في الصيف الماضي، الصحفي محمد تمالت الذي عُذب عذابا نكرا حتى فارق الحياة بعد غيبوبة دامت أكثر من شهرين…
ليس من الشهامة ولا من الرجولة إغتيال المخالفين والمعترضين على جماعات الحكم…إنما مواجهتهم تكون مواجهة فكرية وسياسية لمن كان فعلا متيقنا من قوة حجته ورسوخ فكرته…