في مثل هذا اليوم من عام 1956، قامت فرنسا بإختطاف طائرة “الزعماء الخمس” التي كانت متوجهة من الرباط إلى تونس لحضور مؤتمر مغاربي سمي بمؤتمر السلام، وكان يهدف إلى تنسيق العمل لإستكمال تحرير الشمال الإفريقي وبناء الإتحاد المغاربي…
كان الوفد الخارجي لجبهة التحرير يتشكل من:
محمد خيضر، حسين آيت أحمد، أحمد بن بلة، محمد بوضياف، و معهم مصطفى الأشرف الذي كان دوره أقرب إلى كاتب صحفي مرافقا لقادة الثورة…
حينما إقتربت الطائرة من الأجواء الدولية القريبة من الجزائر إعترضتها طائرات عسكرية فرنسية وأجبرتها على الهبوط…
كانت هذه أول قرصنة جوية في التاريخ…
عملية إرهابية مكتملة الأركان طالت طائرة مدنية تنقل وفداسياسيا مدنيا يسعى إلى تحرير وطنه…
جاءت الردود المغاربية منددة بشدة بما حدث فأحتج المغرب وتونس وليبيا على عملية الخطف وسحب سفراءهم من فرنسا…
وأدت إحتجاجات في مكناس إلى مقتل عدد من الفرنسيين على أيد مغاربة غاضبين مما حدث…
أما رد قادة الثورة فجاء مؤكدا على:
“…إن الذين يعرفون حركات المقاومة السرية يعلمون أن إلقاء القبض على قائد أو جمع من القادة لم يوقف في يوم من الأيام تلك الحركات.
وهذه الحقيقة تتأكّد بالنسبة للثورة الجزائرية التي لا يوجد على رأسها قائد واحد ولكن مجلس كامل هو المجلس الوطني للثورة الجزائرية”
وقد أثبت التاريخ صدق ما جاء في بيان قيادة الثورة الجزائرية…
ومازال، لحد اليوم، يدور جدال حول ملابسات الإختطاف وهل كان للحسن الثاني، الذي كان يومها وليا للعهد، دورا فيه؟ حسب إدعاءت الصحفي حسنين هيكل التي قالها قبل سنوات…
بعد أكثر من ستين عام على تلك الواقعة الإرهابية، مازالت فرنسا تتشدق بأنها دولة متحضرة ومازالت ترفض الإعتراف والإعتذار عن جرائمها المرعبة في حق الجزائر والجزائريين على مدار ما يقارب قرن و ثلث…
والأشد مرارة، مازالت الأنظمة الحاكمة القائمة في المنطقة المغاربية متشاكسة متصارعة، كذئاب عاوية، في حين أن الشعوب تدفع ثمنا غاليا لمهاتراتها وخصوماتها التي لا تنتهي…
محمد العربي زيتوت