تدخل على المغاربية أمس وجدال مع عبد الرزاق مقري رئيس حركة حمس…
في 1998 ، على ما أذكر، تدخل الشيخ نحناح، رحمه الله، هاتفيا في برنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة، الذي كان ضيفه الدائم الشيخ القرضاوي…
وبعد أن قال نحناح كلاما إنتقد في النظام في الجزائر، قال له القرضاوي بغضب ما معناه، يا شيخ نحناح كفى من رجل في المعارضة ورجل في الحكومة…خذوا موقف واحد بلا تلاعب! أو كما قال…
كانت يومها المجازر تملأ حياة الجزائريين رعبا وأشلاء…
وكانت جماعة حمس، قبل أن تنقسم إلى خمسة أحزاب متشاكسة، تشارك في كل مشاريع العصابات التي يشرف عليها العماري و نزار و توفيق وباقي جنرالات الرعب والخراب…
فقد دخلوا إنتخابات الرئاسة في 16 نوفمبر1995، كأرنب لصالح الجنرال زروال…وأعترضوا عليها في صبيحة 17نوفمبر…ثم إعترفوا بها في مساء نفس اليوم…
ولكن عصابات الحكم طردت نحناح من المشاركة في إنتخابات أبريل1999…على أساس أن نحناح المولود قبل 1942 لم يشارك في الثورة!
وكتبت صحافة العصابة يومها أن نحناح بهذا يعتبر حركي وخائن…
طبعا كان طردا جائرا وظالما…ولكنها طريقة العسكر في التعامل مع من يخدمهم ويتفاني في خدمتهم إذا إعترض ولو مرة واحدة…
ومع ذلك شاركوا في كل الإنتخابات التي جاءت بعد ذلك وعددها لا يقل عن عشر إستحقاقات…
وهم يعلمون علم اليقين أنها مزورة ومزيفة قبل حتى أن يشاركوا، ولكنهم إرتضوا ان يكون جزء من عصابات هم أول من يعتبرها فاسدة وأكبر خطر على الوطن…
هذه الإزدواجية في الموقف طبع، على مدار أكثر من ربع قرن، كل أفعل حركة حمس…
وآخرها ما إعترف مقري به نفسه بالأمس، في هذا الفيديو، بأنه هو من كتب بيان مزافران 2…ولكنه بعد أيام ذهب ليلتقي أويحي في مكتبه خلافا لما إتفق فعليه مع زملاءه في مؤتمر مزافران!
وبالأمس، يصرح بوجرة عل إحدى القنوات، من أنه نادما على الخروج مما كان يسمى بالإئتلاف الحكومي في 2012…ونادما على الإستقالة من منصب وزير دولة…ونادما على أشياء أخرى…
والواقع أن خروج حمس من الإعتلاف، كما يصفه الجزائريون، كان لإعتقاد قيادتها أن ثورة شعبية ستطيح بالنظام كما حدث في تونس ومصر وليبيا… وأنه من الأفضل الظهور بمظهر المعارض لتولي الحكم كما تولاه الإخوان في البلدان الثلاثة المذكورة وإن على درجات مختلفة…
ناسين أو متناسين، أن الإخوان في تونس ومصر وليبيا، كانوا في السجون والمنافي وبعضهم قتل تحت التعذيب…ولم يكونوا في مناصب حكومية وولائية وبلدية…ويسكونون في أحياء عصابات الحكم بما فيها نادي الصنوبر…وأشياء أخرى كثيرة…
والواقع يعلم الله، أن ليس لدي أي حقد أو موقف شخصي من حمس وقيادتها، وأي مسؤول في عصابات الحكم، إنما هو تذكير لهم “إن نفعت الذكرى”، مرة أخرى، أنهم بتصرفاتهم يطيلون عمر عصابات مجرمة خربت البلاد وهم على أبواب تدميرها بشكل أكبر لو إستمروا في الحكم، الذي تساعدهم على البقاء فيه، كديكور ليس أكثر، أحزاب تدعي المعارضة ولكنها تلعب في ملعب النظام…مما نشر يأسا واسعا في البلاد، على أساس أن المعارضة والنظام كيف كيف، وينذر بمخاطر عظمى لاحت نذرها في الأفق…