تداعيات هائلة حدثت وأخرى في طريقها للحدوث منذ ظهور نتائج الإستفتاء البريطاني والتي جاءت مفاجئة لحد الصدمة للكثيرين…
فقد قرر رئيس الوزراء الرحيل”إحتراما لإرادة الشعب الذي إتخذ قرارا يخالف توجهه”…
في حين أن زعيم المعارضة العمالي اليساري الراديكالي جيريمي كوربين، يقاوم بشدة المحاولات الهادفة لإسقاطه من رئاسة الحزب.
محاولات يقودها ما يعرف ب”البليرات”، أي أولئك الذين يدينون بالولاء لرئيس الوزراء الأسبق توني بلير ذو التوجهات اليمنية…
ورئيسة وزراء أسكوتلاندا تهدد بالإنفصال عن بريطانيا العظمى…
والجمهوريون الإيرلانديون يطالبون بالتوحد مع إيرلندا الجنوبية العضوة في الإتحاد الأروبي.
مما أعاد حالة من الخوف على إمكانية عودة القلاقل لشمال إيرلندا المنقسمة بين ما يعرف بالوحدويين، أنصار التاج البريطاني، وخصومهم من الجمهوريين بقيادة الشين فين…
كما تعالت المطالب بضرورة إلغاء الإستفتاء أو إجراء إستفتاء ثاني، خاصة بعد أن “ندم” الكثيرين ممن إنتخبوا من أجل الخروج على مافعلوه…
بل وصلت بعض الدعاوي لضرورة فصل لندن عن إنجلترا “لأنها عاصمة عالمية ولا يمكنها الإنعزال عن أروبا”…
إقتصاديا قالت شركات عالمية متعددة الجنسيات من أنها ستغادر بيريطانيا إذا مضى مشروع الإنفصال ومن بين هؤلاء البنك العالمي هيتش أس بي سي…
وقال خبراء أن تدهور سعر الجنيه البريطاني الذي إنخفض بما معدله خمسة بالمائة، عن مستواه ساعات قبل الإستفتاء، من شأنه أن يرفع من أسعار أكثر السلع الإستهلاكية بما فيها البنزين…
كما سادت حالة من الإنقسام المجتمعي عندما تبين أن أغلبية المثقفين، خاصة الشباب منهم والطلبة على وجه الخصوص، إختاروا البقاء.
في حين أن كبار السن وأصحاب المستوى التعليمي المتدني والعاطلون عن العمل كان أكثرهم مع الإنفصال…
غير أن تداعيات أخرى قد تطفو للسطح مع قادم الأيام على المستوى المحلى ولكن أيضا الأروبي.
حيث تتعالى أصوات اليمين المتطرف في كثير من البلدان الأروبية، خاصة فرنسا والنمسا وهولاندا، مهددة ومتوعدة بأنها “لن تبقى في إتحاد يخضع لألمانيا المتغطرسة” …
مما يعمق القلاقل على المستوى الأروبي الذي يعاني اصلا من جملة من المشاكل الكبرى بعضها أمني وأخطرها إقتصادي، جعلت كثير من دوله في حالة ضعف شديد خاصة دول كاليونان وإيطاليا وإسبانيا…