نقاش على قناة الحوار…شارك فيه جنرال سعوديّ سابق، وجنرال مصريّ سابق، وأستاذ من قطر، وآخر عراقيّ من أنصار صدّام حسين.
تطرّق النّقاش أساسا للعلاقات بين النّظامين – المصري والسعودي- والتي تعرف توتّرا متصاعدا هذه الأيّام، ثوثّر كثيرا ما يتردّد صداه، بهجومات متبادلة، في وسائل إعلام النّظامين خاصّة إعلام عسكر مصر.
…بوفاة ملك السّعوديّة السّابق، وطرد الفريق الذي كان يدير معه العلاقات السّعودية / المصريّة، والذي ساهم بشكل أساسيّ في انقلاب عسكر مصر على إرادة الشّعب المصريّ والثّورة المصريّة، تغيّرت الأولويّات لدى الفريق الملكيّ الجديد في الرّياض، فمحمّد بن نايف، وليّ العهد، ومعه إلى حدّ ما محمّد بن سلمان، وليُّ وليِّ العهد، يريان أنّ التّناقض الرّئيس، في الفترة الرّاهنة، هو مع “إيران والتمدّد الصفويّ في المنطقة”، وفي درجة ثانية مع الإسلام الجهاديّ المسلّح، وبدرجة ثالثة يأتي الإسلام السّياسيّ ممثّلا في الإخوان أساسا، في حين يرى السّيسي وعسكره ومن ورائهم أمراء الإمارات، أنّ التّناقض الوجوديّ هو مع الإسلام السّياسيّ ورأسه الإخوانيّ…
هذا الخلاف الأساسيّ يكبر يومابعد يوم بدخول أطراف أخرى خاصّة قطر وتركيا التي تدعم الفريق الجديد في من هو العدو الأوّل في حين يجد السّيسي دعما كبيرا، وياللغرابة، من إسرائيل وإيران اللّتان تتشاكسان علنا ولكنّهما تدعمان النّظام الحاكم في مصر وتجعلان من الإسلام السّياسيّ هو الخصم الأوّل والذي يسمّى بطبيعة الحال الإرهاب.
قناعتي الرّاسخة أنّ أكبر خطر على الأمن القوميّ العربيّ هو أنظمة الحكم الفاسدة والمفسدة والمستبدة ..أنظمة طاغية وصل بها الأمر أن أصبحت تجلب الاستعمار الخارجيّ للأوطان التي تحكمها، وهي سعيدة بذلك بدعوى الحرب على الإرهاب، وآخر الأمثلة سفّاح دمشق الذي جعل بلده يقصفه الجميع ويهدمه الجميع وآخرهم طائرات الرّوس، ومن قبلهم طائرات الغرب وجنود إيران ومليشياتها.
لن تقوم للأمّة قائمة وحكامّها طغاة جبابرة يذبحون أوطانا ورثًها لهم إستعمار غاشم، مازال هو الذي يحرّكهم وقد أصبحوا مع الوقت وكلاء له ليس أكثر، معهم وبهم تنهب البلدان، ودائما، بدعوى الحرب على الإرهاب طبعا.