حديث على المغاربية وقد تطرق، بإختصار شديد، إلى الدور الخارجي في إنقلاب 11 يناير 92 ، فقد رحبت سرا أغلبية الدول الغربية بالأغنقلاب وإن كان بعضها إعترض عليه في العلن وذاك من لوازم النفاق السياسي وخداعا لٍايهم العام الداخلي وقوانينهم التي تعترض على الإنقلابات العسكرية.
كذلك فعل فرانسوا ميتران آنذاك، فعلنيا قال أنه ضد الإنقلاب وأن الجزائر أن تعود للحكم المدني ويجب إحترام صناديق الإنتخاب، عمليا ، وحسب شهادة كبار قادة المخابرات الفرنسية ومن شارل ماركياني، قال له ميتران عليكم بوقف الدور الثاني في الجزائر…كانوا لا يريدون أصحاب لحى يحكمون الجزائر حتى ولو كان ذلك قرار الديمقراطية التي يقولون أنهم يقدسونها، والتي يحترمونها في بلدانهم.
في مارس 1993 وصلت حكومة يمينية للحكم في فرنسا، على الرغم من أن ميتران ظل رئيسا حتى 1995، بقيادة بلادير وشارل باسكوا كوزير للداخلية والذي كان له كراهية خاصة للجزائر وله علاقات قوية مع كبار عسكرها خاصة في المخابرات. ومن أجل أن تجد فرنسا المبررات اللازمة، تم قتل مهندسين فرنسيين في سبتمبر 93 ونُسب قتلهما للإسلاميين، ثم إختطاف 3 موظفين ديبلوماسيين من القنصلية الفرنسية… وقد ثبت فيما بعد أن العملية كانت من فعل إسماعيل العماري الشخص الثاني في المخابرات الجزائرية وبالتوافق مع الفرنسيين.
ستتوالي أحداث أخرى كلها حولها كثير من الشكوك من أن القائم بها كان يريد لفرنسا مزيد من الدعم لجنرالات الجزائر في حربهم على الخطر الأخضر كما كان يسمى آنذاك.
الواقع أن القوى الغربية لا تقبل أي حكومة منتخبة حقا وصدقا لأن ذلك يهدد مصالحها وينهى سيطرها على الدول العربية البائسة التي يحكمها في الغالب الأعم جماعات هدفها البقاء في السلطة ولوبدمار البلاد والعباد.