حديثي، مع الصحفي جمال أحمد، على قناة الحوار، و قد تطرق أساسا إلى الوضع في مصر، حيث قوى الثورة المضادة تعبث بشعب يزيد تعداده عن 90 مليون وتمتد حضارته لآلاف السنين.
الثورة المضادة التي يتزعمها جنرال مغمور، إنقلب على أول رئيس شرعي منتخب، هو من رفعًه إلى أعلى رتبة في الجيش. لكن ليس السيسي هو الذي يمسك حقا بشؤون مصر و إن كان هو الأبرز ظهورا، و إنما قوى دولية و إقليمية تتحالف مع قوى محلية، تسعى إلى إستعادة نفوذ و مصالح هددتها ثورة 25 يناير، التي أسقطت مبارك في أقل من ثلاث أسابيع، و هو الذي كان يعتقد على نطاق واسع أنه فرعون زمانه.
و لكن الثورة المضادة تزحف أيضا على مهد الثورات العربية، تونس، فقد إستفادت قوى الفساد و الإستبداد من إنقلاب عسكر مصر، و من دعم عواصم عربية يخشى حكامها إمتداد ثورة الشعوب إليهم، و هم الذين يعيثون في الأرض فسادا و قد تحولوا إلى حراس و خدم لللقوى الإستكبار و الإستعمار.
تونس، الذي إفتتح ما يسمى بحوار و طني فيها اليوم، تريد بعض بقايا التجمع للساقط بن علي، أن تعود ولو قسرا، و هي التي رفضها أغلبية الشعب التونسي في إنتخابات شهد العالم أجمع بنزاهتها و صدقيتها.
المنطقة مقبلة على مزيد من الإنتفاصات و الصراعات، بين من يريد لشعوب الأمة أن تتحررو تزدهر في أوطانها، و بين قوى إجرامية تنهب و تفسد و تخون و تريد أن تظل جاثمة على صدر الشعوب المفقرة و المتخلفة.