محمد العربي زيتوت، عضو أمانة حركة رشاد، يناقش مع الصحفي القديرعثمان سابق، على قناة المغاربية في برنامج الحدث المغاربي “معاناة سكان الجنوب الجزائري… أو القنبلة الموقوتة”..، و تدخل في البرنامج أيضا عبر الهاتف كلا من الطاهر بلعباس رئيس اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، و بلقاسم خنشة رئيس المكتب الولائي للدفاع عن حقوق البطالين بالأغواط.
في مستهل حديثه قال محمد العربي أن هذه الإنتفاضة هي نتيجة مطالب مدفونة، ظلت شريحة الشباب الجزائري في الصحراء ترفعها ومنها حقهم في الحياة الكريمة على أرضهم، وحقهم في الشغل والحياة الكريمة، دون أدنى استجابة، و أنه بالنسبة لسكان الجنوب، وخاصة المناطق القريبة من منابع النفط والغاز، فإن زمن الوعود الفارغة قد ولى، ولم يستغرب محمد العربي المطالب التي ظل يرفعها الشباب هناك بضرورة أن تتاح لهم الأولوية في الشغل و التنمية، خاصة و هم يرون فضائح الفساد التي يتوالى كشفها من الأجنحة المتصارعة في السلطة، هذا دون أن ينسوا شتى النعوت التي وصفها بها إياهم كل من سلال و ولد قابلية، بالإضافة الى صحافة العار، لا لشيئ إلا لأن هؤلاء السكان طالبوا بأبسط الحقوق ليُصَوَروا على أنهم دُعاة فتنة و تقسيم، كما تعاملوا من قبل مع منطقة القبائل.
كما أشار في سياق حديثه الى أن سياسة التشغيل التي انتهجتها العصابة الحاكمة منذ عقود طويلة، ظلت تمثل شوكة في حلوقهم وهم السكان الأصليون الذين ولِدوا ونشأوا على أرض غنية بالترول والغاز، لكنهم مع كل أسف، يجدون أنفسهم مهمشين بالكامل تقريبا، و ركز على أن مطالب سكان الصحراء هي العدالة و الحريو لكل الجزائريين، و أنها ليست مطالب فئوية أو مناطقية، و أنها تهدف إلى تحرير الجزائريين كلهم.
و أضاف من أن العصابة الحاكمة اليوم بدأت تشعر بالذعر، أن سوناطراك التي تمثل القلب النابض للاقتصاد الجزائري، والجهة التي تمنع انهيارالبلد اقتصاديا، بإمكانها أن تكون السبب الرئيس في تفككها الجغرافي . فهي لم تكتف فقط بمنع التشغيل لليد العاملة المحلية، بل إنها لم تسهم في بناء المستشفيات، ولا توفير حتى أدنى الضروريات لهم، كالسكن والضمان الاجتماعي.
في أكثر من مرة تحدى محمد العربي النظام القائم تطبيق الدستور بما فيه فصل السلطات، و إعطاء القضاء إستقلاليته، و أن يقوم الجيش بدوره كما هو منصوص عليه دستوريا.
و ردا على سؤال الصحفي عثمان سابق للطاهر بلعباس حول إتهامات وجهت له من أنه سافر الى سويسرا لينسق هذه المليونية مع أطراف خارجية بهدف ” زعزعة استقرار البلاد “، قال من أن هذه الإتهامات لا أساس لها من الصحة، و كيف تكون صحيحة و هو ممنوع حتى من جواز السفر، و أضاف أن هناك مشاركين في هذه المليونية من شتى ولايات الوطن و ذلك لإثبات تمسك كل الجزائريين بوحدة التراب الوطني، عكس ما تروج له صحف العمالة من نية هؤلاء الشباب في فصل الصحراء.
و في ختام حديثه بارك محمد العربي هذه المظاهرة قائلا من أن الأوضاع تغيرت في الجنوب الجزائري، و الجزائر عموما، والشباب الذي كان لا يعرف كيف يطالب بحقوقه، بات اليوم متعلما ويدرك أين مكمن الداء، وليست المظاهرات الشبابية التي لا تكاد تنقطع في ورقلة، وحاسي الرمل وأدرار وغيرها من حواضر الجنوب الكبير.