محمد العربي زيتوت وآخرون على قناة بي بي سي عربي في برنامج ” أجندة مفتوحة “، لمناقشة تطوارت الأوضاع واحتمالات المستقبل في الجزائر بعد النوبة المرضية التي ألمت ببوتفليقة.
بدأ محمد العربي بالقول أن هناك مجموعة من الإشكالات وهي قضية الإعلان السريع في الإعلام الجزائري عن النوبة المرضية التي ألمت ببوتفليقة كان مفاجأة كبيرة للجزائريين، وهذا يدل على أن هناك جهة معينة وراء نشر الخبر بهذه السرعة لأسباب معينة منها صراع الأجنحة والتي كانت الصحافة واجهة له، بكشفها العديد من الفضائح التي مست مقربين من بوتفليقة وحتى بوتفليقة نفسه.
وحول إمكانية ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة بعد هذه النوبة، قال أنه يبدو في الحكم المطلق أن الكلام عن العهدة الرابعة قد انتهي، وأضاف أن النظام في الجزائر شكل مدني ببعد عسكري، وأن بوتفليقة واجهة مدنية لحكم عسكري، كما ذكر بالطريقة المماثلة التي أقيل بها زميله زروال بعد الحملة الصحفية العنيفة التي شنت عليه وعلى مقربيه ما أدى الى إستقالته.
وقال أن مخابرات الجيش بقيادة التوفيق لا تريد عهدة رابعة لبوتفليقة،وأشار الى أن الصراع بدأ بين جناحي المخابرات والرئاسة مباشرة بعد تولي بوتفليقة عهدة ثالثة عام 2009، لتفتح ملفات الفساد للشخصيات المقربة من الرئيس، بدءا وزير الاقتصاد عبد الحميد تمار ووزير الطاقة والبترول شكيب خليل ووزير الداخلية يزيد زرهوني وآخرين”. مما أد إلي الإطاحة بهم في 2010.
وعن سيناريو إمكانية قيام الرئيس بالإعلان عن إنتخابات مبكرة قال أن ذلك مرهون حسب الإتفاق الذي يتمخض بعد الصدام، إذا كان الرئيس تسمح له صحته بالاستمرار لما بقي من عهدته فسيسمحون له بذلك ثم يأتون بشخص آخر، هذا إذا لم يثر الشعب الجزائري، أما إذا استمر الصراع على السلطة فسيكون الوضع كارثي، إلا إن فكر العقلاء أن يفتحوا المجال السياسي و الحريات نتجه به الجزائر الى وضع معقول، ما عدا ذلك فإن البلاد تتجه نحو الثورة الشعبية .
وحول تأثير غياب الرئيس، وخطر الإرهاب، قال أن الإرهاب فيأغلبه صناعة مخابراتية تطبيقا لنظرية العنف المطلوب للبقاء في السلطة، بعضه جاء كرد فعل لإنقلاب العسكر على الإرادة الشعبية، و أضاف أن الكلام الذي يقال عن وجود قاعدة في تونس كما قال بن علي عندما بدأت الثورة التونسية في التحرك مجرد خدعة، وأضاف أن من يريد أن يذبح شعبه يخلق له خطر القاعدة، والقول من أن جماعات مسلحة تسللت من ليبيا الى الجزائر كلام لا معنى فالجزائر التي لاتي لها أكثر من مليون فرد من الجيش والشرطة والدرك تخشى أن يتسلل إليها 20أو50من المسلحين، وأضاف أن هذا نوع من التخويف من الإرهاب، فحكومات الإستبداد تهول خطر الإرهاب للبقاء في السلطة، كما أشار الى أن طبيعة المشكلة، تكمن في طبيعة النظام المخابراتي الذي يحكم في الجزائر اليوم.
وانتهى بالقول، ردا على تخوف البعض من دخول الجزائر في نفق مظلم إن قامت ثورة شعبية في الجزائر، أنه لا يمكن لعاقل أن يقبل بأن تسيل قطرة دم. إن من يؤدي بالبلاد الى حالة عدم الإستقرار هو النظام، وذكر من أن من يتحركون اليوم هم أبناء الجزائر، وأن ما يحركهم هي الأوضاع المتردية وفشل هذا النظام الذي يؤدي بالبلاد الى الكارثة اليوم.