ردا على سؤال حول المتشابهات بين السيناريو المصري والجزائري قال محمد العربي أن من المتشابهات أن الإنقلابيين إنقلبوا على الدستور، وعلى الرئيس، وعلى مجلس منتخب، ومن المتشابهات أن الحكومات العربية قد دعمت ومولت الإنقلابيين، ومن المتشابهات أيضا، أن الغرب تواطء مع الانقلابيين في مصر كما في الجزائر.
وتعليقا على بيان السيسي الذي تخلل التغطية، قال محمد العربي أنهم عودونا في الجزائر أنه في نفس الوقت الذي يدعون فيه للحوار وللتهدئة، وللمصالحة الوطنية ولم الشمل، يعذبون الناس في السجون، ويقتلون الناس في الشوارع، ويختطفون الناس،ويختطفون الشرعية، يقولون الشيء ويفعلون عكسه تماما، وهي الخلاصة التي عودنا عليها العسكر في الجزائر، وهي نفسها التي يتبناها نظراءهم في مصر، هؤلاء لا أمان ولا عهد لهم، يضيف، لأنه خطاب تهدئة، ولكن على الأرض سيكون الإقصاء والإلغاء، وربما الاستئصال بكل ما تعنيه الكلمة.
وحول إمكانية انحياز الطبقة الشريفة من الجيش المصري إلى استرداد الشرعية، قال أنه وفي الجزائر أيضا كانت هناك طبقة في الجيش غير راضية عن الانقلاب إلا أنهم أعتقلوا وعُذبوا ومنهم حتى من قُتل. الجيوش العربية، يضيف محمد العربي، أجهزة وليست مؤسسات، يحكمها جنرال أو بضعة جنرالات يُعلِمون أفرادها الخضوع والطاعة. وأضاف، لا تنتظروا شيئا من الجيوش العربية لأنها رُبيت على عبادة الحكام، وليس على حماية الأوطان، وخدمة الشعوب. جيوشنا اليوم تديرها المخابرات أساسا، والتي بارتباطاتها الدولية الشيطانية تُخضع هذه الجيوش، وهذه الجيوش بدورها تخضع الشعوب والمجتمعات والأوطان التي كان من المفروض أنها تحميها.
وحول طريقة تفكير السيسي بعد قيامه بهذه العملية، قال محمد العربي أنها تلبية لدول الخليج التي تدفع لهم، فقد راحوا يهرولون ويدفعون المليارات، وهم الذين خاضوا حربا قذرة ضد أول رئيس عربي منتخب منذ قرون، وعصابات البترول ينفذون جريمة في حق الأمة التي أرادوا لها أن تبقى ذليلة، خاضعة وخانعة، وما أن انتفضت الأمة ضد الاستبداد راحوا يدفعون مليارات الدولارات لإخماد هذه الثورات.
الغرب بدوره توطأ مع العسكر، ولم يسم حتى الانقلاب انقلابا، عدا بعض الدول مثل السويد والنرويج وألمانيا، وهو الذي يحرك هذه الدمى التي تدعي أنها تمثل إرادة الشعب، الشعب الذي عبر عن إرادته بالصناديق واغتصبت إرادته، ويضيف، ” الحاكم الذي جاء بالصناديق لا يجب أن يرحل إلا عبر الصناديق، وإلا ستكون الفوضى العارمة.”
وحول نصيحة محمد العربي للحشود المصرية المساندة للرئيس مرسي، وحتى لا تنزلق البلاد الى سيناريو الجزائر، قال معقبا على سؤال الصحفي أنه وإن خف كثيرا العنف الجسمي، فإن الجزائر لم تتعافى من قتل الروح والعقل والتاريخ والثورة الجزائرية،وقد استمرت ولا تزال. دعوا الشعوب تأتي بمن يحكمها، يخاطب الانقلابيين، وإلا فإنكم تدفعون بالشعب إلى حمل السلاح لاسترداد حقه المغتصب، وهذا ماحصل في الجزائر وأدى بها إلى نفق مظلم وهذا ما لا نتمناه أن يتكرر في مصر.
أقول وأكرر لإخواننا في مصر، السلمية السلمية هي الحل لإسقاط هذه العصابات ، دماؤكم هي التي ستغرقهم، ومهما سالت فإنكم ستنتصرون بإذن الله.