في مثل هذا اليوم 4 مارس، أعلن عن وفاة محمد العربي بن مهيدي في الجزائر العاصمة…
في الحقيقة كان قتلا تحت تعذيب شديد إستمر لعدة أيام بلياليها، تحت إمرة أحد كبار المجرمين الفرنسيين وهو الجنرال أوساريس.
محمد العربي من مواليد عين مليلة في عام 1923 شرق الجزائر وفيها قضى طفولته، قبل أن ينتقل للدراسة الإبتدائية في باتنة ثم يلتحق بأسرته التي كانت قد إستقرت ببسكرة، حيث قضى صباه وشبابه وقد أصبح عضوا فاعلا بفرع الكشافة الإسلامية بالمدينة…
ثم لينظم في عام 1942، ولما يبلغ بعد العشرين، إلى حزب الشعب الجزائري الذي كان يومها “قلب النضال الثوري ورافع مبدأ الإستقلال الكامل”…
يُقبل محمد العربي على المقاومة السلمية فيشارك في مظاهرات وإحتجاجات كان ينظمها حزب الشعب، أبرزها تلك التي إندلعت في 8 ماي 45 ودامت لأسابيع وأدت إلى إستشهاد آلاف الجزائريين( المصادر الرسمية الجزائرية قالت أن عدد الشهداء كان يومها 45الف).
يسجن بن مهيدي ويعذب لعدة أسابيع قبل أن يطلق صراحه في محاولة من فرنسا الإستدمارية لتهدئة الأوضاع بعد مجازرها المروعة…
مجازر عام 45 المروعة أقنعته، كما أقنعت الكثير من الجزائريين، أن المقاومة السلمية لن تجدي نفعا مع إحتلال إستئصالي إستيطاني إحلالي…
فانظم ل “المنظمة السرية” التي كانت قد تشكلت لحينها وليصبح من أبرز قادتها وهي المنظمة التي ستعمل على إيجاد الظروف الملائمة لإندلاع الكفاح المسلح…
رغم إنكشاف أمر المنظمة السرية للسلطات الإستعمارية إلا أنها كانت قد قطعت شوطا مهما في تحضير العمل المسلح…
كان محمد العربي بن مهيدي هو أحد الآباء التسع للثورة الجزائرية،ستة في الداخل هم مصطفى بن بولعيد، محمد بوضياف، كريم بلقاسم، رابح بيطاط ومراد ديدوش إضافة لبن مهيدي وثلاثة كانوا في مصر يومها وهم محمد خيضر حسين آيت أحمد وأحمد بن بلة.
أشتهر بن مهيدي بمقولة “القوا بالثورة للشارع يلتقطها الشعب” ردا على المتخوفين من فشل العمل المسلح إذا لم يرحب به الشعب…
وردا على إتهام صحفيين فرنسيين له، بعد إلقاء القبض عليه، ب”قتل المدنيين الفرنسيين في مقاهي وشوارع الجزائر العاصمة” حيث كان يقود المعركة قال “إعطونا طائراتكم ودباباتكم وسنعطيكم حقائبنا وقنابلنا اليدوية…”
أُُسر محمد العربي بن مهيدي في نهاية فبراير 1957 وتعرض لتعذيب شديد بما فيها سلخ جلد وجهه كاملا إلا أنه ظل صامدا لا يبوح بشيء وهو المطلع على أهم أسرار الثورة و الثوار…
الجنرال القاتل أوساريس إعترف، في عام 2001 لجريدة لومند الفرنسية، أنه خنقه بيديه بعد أن تأكد أن العذاب الرهيب لم يجد معه نفعا…ف”بن مهيدي لم يعترف لنا بشيء رغم أنه كان أحد الإرهابيين الكبار”، و رغم غضبه منه للحد الذي قتله، إلا أنه أُعجب به أيما إعجاب فقال عنه بعد قتله
“لولا أن لي ثلة من أمثاله لغزوت العالم…”
محمد العربي زيتوت