لندن ـ خدمة قدس برس
الخميس 03 أبريل 2008 – 02:17
أكد دبلوماسي سابق وسياسي جزائري أنّ فرعاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي “إف بي آي” يعمل في الجزائر منذ مدة، وأنّ قاعدة عسكرية قد تمت إقامتها في منطقة “أحرير” على بالقرب من الحدود الجزائرية ـ اللليبية ـ النيجيرية، وأنّ أمريكا كانت ترغب بتأسيس قاعدة عسكرية أمريكية على منطقة “المرسى الكبير” بالقرب من الحدود مع إسبانيا.
ونفى الدبلوماسي السابق والسياسي الجزائري محمد العربي زيتوت، أن يكون الخبر الذي نشرته صحيفة “الخبر” الجزائرية اليومية في عددها أمس (الأربعاء) عن اعتزام الشرطة الفدرالية الأمريكية “إف بي آي” افتتاح فرع لها في الجزائر مجرد محاولة لتمرير الخبر “بالتقسيط” إلى الرأي العام الجزائري الذي يرى في هذا الأمر خطاً أحمر.
وقال زيتوت إنّ “مسألة افتتاح مكتب للشرطة الفدرالية الأمريكية “إف بي آي” في الجزائر ليست جديدة، وهي عملية قديمة، وقد تم افتتاح المكتب بالفعل، ولكن كما هو التقليد الأمريكي فإنهم ينفذون مخططاتهم ثم يعودون للإجراءات الإدارية فيما بعد، وإقدام صحيفة “الخبر” على نشر هذا التقرير لا أعتقد أنه ينطلق من فراغ، وإنما يتصل بوجود ضوء أخضر للإعلان عن افتتاح المكتب الذي هو موجود منذ مدة طويلة”، على حد تعبيره.
وأشار زيتوت إلى أنّ مسألة “الحرب على الإرهاب” التي تدخل تحت مظلتها الأجهزة الأمنية الأمريكية إلى الجزائر ليست إلاّ حقاً أريد به باطل، وتابع قوله “الهدف الأساسي من تكثيف التواجد الأمني والعسكري الأمريكي في الجزائر ليس الحرب على الإرهاب، التي هي حق أريد به باطل، وإنما السيطرة على مناطق معيّنة داخل إفريقيا وعلى الحزام الممتد من الصومال إلى الجزائر والصحراء الغربية”.
واعتبر زيتوت أنّ “تأزيم الأوضاع مقصود ليأتي بعد ذلك الحلّ الغربي عموماً، حيث يوجد تنافس فرنسي ـ أمريكي كبير، لا سيما بعد أن تم طرد فرنسا من البحيرات الكبرى”. وأشار السياسي الجزائري إلى أنّ هذه المنطقة صحراوية ولكنها غنية بثرواتها، والمقصود بالتالي أن تتم قسمة إفريقيا إلى قسمين “شمالي غني بثرواته واستراتيجي من حيث قربه من البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، وفسم جنوبي متروك للفوضى العارمة”، وفق تحذيره.
وأوضح زيتوت أنّ الصين دخلت لاعباً أساسياً في الجزائر من الناحية الاقتصادية، حيث أنّ التقارير تتحدث عن وجود عشرين ألف صيني يقيمون الآن في الجزائر، وأصبحت الصين ثالث شريك اقتصادي للجزائر، بينما تأخر الروس واقتصر وجودهم على الصفقات الكبرى كتلك المتعلقة بالسلاح التي يحوم حولها في الآونة الأخيرة نقاش طويل، كما قال.
وكشف زيتوت النقاب عن أنّ التواجد العسكري الأمريكي في الجزائر قائم بالفعل، وأنّ القاعدة العسكرية موجودة وإن لم يتم التصريح الرسمي بها، وقال “الأمريكيون متواجدون أمنياً وعسكرياً، فهناك قاعدة عسكرية أمريكية في جنوب الجزائر وشمال مالي والنيجر، وهي منطقة حساسة ميزتها أنها تشهد صراعاً ما بين قبائل الطوارق (وهي قبائل عربية وبربرية) مع حكومات مالي والنيجر، وتلعب ليبيا دورا كبيرا في هذا النزاع”. وأعاد زيتوت إلى الأذهان أنّ “هناك خلافات حدودية بين ليبيا والجزائر حول منطقة تصل مساحتها إلى 150 ألف كيلومتر مربع، حيث أنّ ليبيا هي البلد الوحيد الذي لم يوقع على اتفاقية حدود مع الجزائر إلى حد الآن، وهي منطقة غنية بالمياه والغاز والبترول، ثم جاءت (منظمة) القاعدة إلى هذه المنطقة، ولأن شعار أمريكا أينما وجدت القاعدة عليها أن تتواجد؛ فقد اتخذت ذلك مبرراً للسيطرة على الجغرافيا وعلى الموارد”، طبقاً لتقديراته.
ولفت زيتوت الانتباه إلى أنّ هناك رؤى لعدد من الخبراء والاستراتيجيين الغربيين عن أنّ الجزائر وليبيا مؤهلتين للتقسيم أكثر من غيرهما، وقال “المقصود بالتقسيم ليس هو التقسيم الجغرافي وإنما يضم أيضاً تقسيم النفوذ بين هذه القوى الدولية الثلاث المتصارعة، وأعني بها أمريكا وفرنسا والصين، فالجزائر فيها صراع داخلي محتدم حول السلطة والنفوذ، وتصنفها بعض التقارير ضمن الدول الفاشلة، بسبب ضعف نظامها عن إدارة شؤون البلاد، حيث أنه على الرغم من أنّ لديها مائة وعشرين مليار دولار كاحتياطي؛ إلاّ أنّ التقارير الميدانية تتحدث عن انتشار الفقر وتردي الأوضاع المعيشية وعودة الأوبئة القديمة”. وتابع السياسي الجزائري قوله إنّ “ليبيا لديها صراع كامن بسبب الاستبداد، وحينما يذهب نظام العقيد معمر القذافي فإنّ مصيرها لن يختلف عما يجري في العراق”، على حد تعبيره.
وأكد زيتوت أنّ الأمريكيين يدركون تماماً هذه المخاطر، وقال إنّ “هذا الوضع المتردي في الجزائر وليبيا والمنطقة ليس غائباً عن القوى الدولية المتصارعة على النفوذ، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنهم يعتقدون أيضاً أنّ الجزائر خطر حقيقي وأنّ رغبتهم في التواجد هناك ليست فقط لأسباب اقتصادية وإنما لمنع تحوّل الجزائر إلى نموذج صومالي أو إيراني، لأنها أكثر استراتيجية من العراق، فالجزائر تقع على البحر الأبيض المتوسط، وهي بوابة إلى قلب إفريقيا بالإضافة إلى تحالفاتها الدولية، وبالتالي فإنّ تواجدهم الأمني والعسكري صمام أمان ضد أي خطر مقبل”، وفق تحليله.
ورأى الدبلوماسي السابق أنّ الهدف المقبل للولايات المتحدة الأمريكية هو الضغط من أجل تأسيس قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة المرسى الكبير، على بعد مائة كيلومتر من إسبانيا، وهي منطقة استراتيجية كانت عبارة عن ثكنة عسكرية فرنسية حتى سبعينات القرن الماضي.
La ligne Fort lamy – Dakar c’était pour battre le marechal Rommel il y a plus de 75 ans, est de nouveau opérationnel mais cette fois ci pour garder l’Afrique du nord de la mer et de l’intérieur.