يقول الفيلسوف طوماس هوبز:”تنطوي الطبيعة البشرية على ثلاثة أسباب رئيسية للنزاع بين البشر:”أولا:التنافس،ثانيا:الإختلاف،ثالثا:الرغبة في تحقيق المجد”
فالسبب الأول يجعل الناس متلهفين إلى استقصاء المنفعة بلا حدود،والسبب الثاني يدفعهم إلى طلب الأمان،أما السبب الثالث فيدفعهم إلى طلب السمعة والرياء”
ونخبنا الجزائرية لها من هذه النزعة البشرية ماجعلها تتنازع لأجل الظفر بانتخابات رئاسية،مايجعلنا نتساءل عن أي انتخابات هؤلاء يتحدثون؟
فمن حفظ منهم كتاب الله عزوجل ،نجده ينازع لأجل السمعة والرياء ليسحبنا من أحزاب نهب الأموال أو ماندعوهم بأحزاب الشكارة،إلى أحزاب تتلهف الى استقصاء المنفعة ولو ب”الزكارة” لمنافسة من نشروا ثقافة الغثاء بإنفاق المليارات لأجل التدافع على أبواب الحفلات،أو لأجل التسابق مع الذي إعتلى المنابر ثم تحوّل إلى ظاهرة صوتية تجمع الأصوات الإنتخابية.
أم مع الذي بالماضي القريب كان جندًا من جنود عصابة إبليس،ليتبين اليوم أنه مبشر بالجنة وينبغي أن يكون الرئيس،أم عن الذي أخبركم أنه والعصابة لاينفصلان كما لاينفصل الجلد عن اللحم،أم مع الذي هزّ منابر الإعلام بالمواعظ والكلام ليلتحق بالركب ويركب موجة الأقزام؟
إن الإنتخابات الفعلية هي الإنتخابات التي يقوم بها الشعب في الشوارع والساحات،هذا الشعب الذي لامطامع له في أي مناصب ولا ألقاب،شعب إلتزم لشهور بمطلب وحيد وهو تطبيق المادة السابعة والثامنة بعيدًا عن رموز العصابة،ليكون صاحب القرار ويمتلك الحرية والسيادة،هذا الشعب الذي وصفتموه بأنه أيادي خارجية خرج لينادي لالتدخل الأيادي الخارجية،واتهمتوه بأنه يريد تقسيم الجيش،فأخبركم أن الجيش من الشعب وأن الجيش والشعب خاوة خاوة،هذا الشعب الذي قدّم قوافل من الشهداء ملأ الساحات بالصراخ والهتافات لأن أبناءه فضّلوا الهرب على قوارب الموت من وطن لايُسمع له فيه صوت،وطن غني بالثروات ولكن شعبه يتسول على قارعة الطرقات،ولا يملك حق الإختيار إلا في مكان الوفاة بين واحدة من المستشفيات،هذا الشعب الذي الرضيع فيه يحترق والشاب يحرق،وأما البقية فهم إما مهووسون بعالم الموضة والأزياء،أو يائسون بؤساء يتجرعون المخدرات،أو مستسلمون يرجون السلامة،أو متملقون يرفضون التغيير،وقيلولة هنيئة صار مطمحهم الكبير.
إن هذا الشعب كل يوم يغلق مكاتب الإنتخابات ويرفض الإستماع لكل الحملات،هذا الشعب أيضًا له معنويات وقد تملّكه اليأس والقنوط فهو إما غريق أو حريق أو في بيت آيل للسقوط.
أتركوا السلطة للشعب،فلا انتخابات مع رموز العصابات.
بادية شكاط مؤسس حركة حرية