حاولت طيلة الأسبوعين الماضيين أن أتتبع كيف تدار هذه الأزمة الصحية بأبعادها الاجتماعية والقانونية والإقتصادية على المستوى العالمي، فذهلت لحجم الفجوة بين إدارة الأزمة لديهم وأزمة الإدارة لدينا.
– ندوات صحفية يومية من طرف الرئيس أو رئيس الوزراء مرفوقا بكل الوزراء والمدراء المعنيين بالملف، تختار الكلمات بعناية يتحدثون عن الأمة بدل الشعب للاستثمار في الماضي وإعطاء الأمل في المستقبل، يصارحون بالوضع ويعطون أرقاما حقيقية دقيقة عن المرضى، عن الوفيات، عن الامكانات المتاحة و تلك التي يتم التحضير لها، يشحذون همم الجميع خاصة العاملين بقطاع الصحة من خلال التشجيع بالزيارات الميدانية، يتحدثون عن أدق التفاصيل حتى عن الأمن القانوني، من خلال إصدار قوانين مؤقتة لتنظيم آجال الطعن وأخرى لتنظيم علاقات العمل خلال هذه الفترة وأخرى لمعالجة الآثار الاقتصادية السلبية على المؤسسات، ويستشرفون الحلول الإقتصادية لإعادة النشاط الاقتصادي لحالته الطبيعية، يستندون في قراراتهم الصحية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية لمجالس علمية، يمنحون محدودي الدخل ما يمكنهم من تجاوز الأزمة، يرصدون ملايير الدولارات للحرب على الوباء، يجعلون من الأزمة رصيدا يضاف لتجارب الأمة.
على النقيض من كل ذلك الشعبوية سيدة الموقف في أزمة الإدارة لدينا، تعتيم وخرجات إعلامية غير منتظمة شاحبة يتحدث فيها أحد الوزراء عن الحرارة التي ستقضي على الفيروس وآخر يمارس الشعبوية في أرذل صورها، وفي الأعلى حنين إلى زمن الرسائل من تحت الماء، يضيفون انتكاسة جديدة لانتكاسات النظام.
هنالك يعتبرون الشعب أصلا، ينوبون عنه في إدارة الأزمة بما يحقق الصالح العام، وهنا يعتبرون الشعب موضوعا لتجارب الفشل في أزمة الإدارة.
علينا جميعا ان ندرك أن ما سينجينا هو الوعي والتكافل الاجتماعي بين أفراد الشعب، كل ذلك بتوفيق من الله وفضل.
شكرا لكل الأطقم الطبية التي تحارب الوباء بأيدي عارية في جزائر نهب فيها النظام 1500مليار دولار ليبني مستشفيات الموت وفيها رقم قياسي لعدد أسرة الإنعاش 200سرير !!! ثم يتسول الشعب ليدعم تونس وموريتانيا !!!
سينتصر الشعب إن شاء الله على المحنة لأنه معتاد على الاعتماد على الذات و التوكل على الله سبحانه و تعالى .
د. رضا دغبار