في كل الثورات، يتكاتف الجميع للقضاء على العدو، ويتكافل القادرون على مجابهة المحن، وإذا تشتت الناس، لم يتحرروا أبدا. لأننا نحب الحياة الكريمة في ضوء الحرية في الجزائر، لا يمكن وعلى الإطلاق الدخول في تلاسن إيديولوجي مقيت، يفقدنا طاقتنا وحيويتنا وعزمنا وعزيمتنا في النضال وبلوغ مجد التغيير.
في الأمس القريب، تسامى المجاهدون الأبرار عن كل اختلافاتهم وخلافاتهم، من أجل تحرير الجزائر، طبعا ثمة من خان ويسميهم التاريخ وإلى الأبد: الخونة/الحركى، والآن أيضا الكثير يسقط في الطريق ويفضل الولاء للنظام على الاصطفاف مع الشعب، تلك خيارات ولكل خيار ثمن وجزاء. واليوم كي لا نعيد ارتكاب الأخطاء ذاتها، شخصيا، لا يهمني انتماؤك السياسي أو الجغرافي أو الطبقي، الذي يهمني هو: نزاهتك، شرفك، شجاعتك، هدفك وثورتك للإطاحة نهائيا بالفساد والفاسدين.
إذا بلغنا هذا المستوى من إدراك أهمية الجميع في ثورتنا السلمية الكبرى، نكون حقا أنجزنا إنجازا عظيما في ذواتنا، وهو الاتحاد/الوحدة لأجل المصالح العليا للجزائر وليس لمصالح شخصية أو فئوية أو حزبية ضيقة. في هذه الحالة، أي عندما ندرك أن الثورة أكبر من كل الاتجاهات والتوجهات السياسية، سنكون حقا بدأنا البناء الإيجابي، وسيأخذ الوقت الذي سيأخذه، لكن لا مصيبة ولا كارثة ولا حتى وباء كورونا القاتل بقادر على إيقاف شعب انتصر في ذاته على العنصرية والجهوية وإقصاء الآخرين. أنا كل الجزائر، وأنا كل الجزائريين في ثورة الشرف، ففي ثورة الشرف لا يبقى إلا الأساسي عاليا ينبض بنا جميعا وينادي: كلنا فداء الجزائر.
الاستاذة حكيمة صبايحي
بجاية/الثلاثاء 31 مارس 2020