حينما فرض الرئيس بوتفليقة على الجزائريين فرضا عام 1999 ،بدأ باستعراض ملكاته في ممارسة النفاق من خلال الوعود الكاذبة، أمر بتشكيل لجان إصلاح واحدة للمنظومة التربوية، أخرى للعدالة وثالثة لهياكل الدولة.
تسلم بعد مدة التقارير التي لا أعلم إن كان إطلع عليها أصلا، ولكنني موقن بأنه لم ينو يوما القيام بإصلاحات حقيقية خاصة في قطاعي العدالة والتربية.
هو من الدهاء بحيث يدرك أن تحكمه في المجتمع مرهون بوجود شريحة واسعة من الجزائريين الذين يسهل التلاعب بهم، وبأن ذلك مرهون بتجهيلهم، وبأن تجهيلهم مرهون بالعبث بقطاع التربية والتعليم العالي، حتى أنه لم يسند يوما هاتين الحقيبتين لمن هو أهلا لها، أذكر أن أحد رؤساء الجامعة الذي رقاه السعيد بوتفليقة بوساطة قائد الناحية الأولى آنذاك اللواء شنتوف ليصبح وزيرا للتربية بعد بن بوزيد قال في اجتماع مع إطارات الجامعة أن بن بوزيد وزير التربية يرسل لنا الرداءة وأن دورنا في الجامعة قاصر على أن نكون قناة تمر عبرنا الرداءة لسوق العمل، هذا الإستثمار بدأ يعطي ثماره في جزء من الشعب يستخدمه النظام للدعاية به في كل عملية انتخابية، يغير له النظام الممثلين المسرحيين يحتفظ بالسيناريو والإخراج ولكنهم يكملون مشاهدة المسرحية وكأنها تعرض لأول مرة في شباك التذاكر شعارهم” خلوه يخدم ومن بعد تشوفوا”.
بعد عشرين عاما من الإستثمار في الاستحمار مازال النظام يجد من يصدقه بكل أسف، يصدق النظام ويكذب ما يراه، يصدق الخطابات المتخمة بالوعود الكاذبة ويكذب واقعه المعاش!
100 يوم من الإخفاقات وتعميق الإخفاقات، الإنجاز الوحيد من طبيعة عائلية، وتستمر المسرحية ويستمر من يشاهدها باهتمام بل ويصدق السيناريو ولا يدري أنه يغرق ويغرق معه من لا يريد أن يغرق!!
د. رضا دغبار