السلام عليكم…أزول فلاون
أي ثورة شعبية لابد لها من نخبة من أصحاب الكفاءات العلمية و في جميع المجالات تتميّز بوعيها السياسي و الإدراك التام بالمحيط الذي تعيش فيه و كذلك بالمحيط الإقليمي و الدولي و عندها قراءة صحيحة للتاريخ. النخبة التي أقصدها هي النخبة المتشبعة بالروح الوطنية و المتمسكة بالثوابت المكونة للشعب الذي تنتمي إليه غير متعصبة لمذهب و لا لأيديولجيا رافضة لإقصاء أي مكون من مكونات المجتمع.
أي ثورة شعبية تفتقد للنخبة التي ذكرت سيكون مآلها كمآل ثورتنا التحريرية التي نجحت في إخراج المستعمر لكنها فشلت فشلا ذريعا في قيام الدولة التي من أجلها قامت و السبب الرئيسي في ذلك أن نخبة الثورة تم إزاحتها من المشهد إما بالتصفية أو السجن أو التهميش.
اليوم نحن في ثورة و حتى تنجح و تحقق أهدافها لابد لها من نخبة تقودها و تواجه ألاعيب و مكر فرنسا العدو الأول للثورة و بالمحصِّلة فإن أدواتها لن يكون بمقدورهم إفشال الثورة مهما فعلوا.
إن الحديث عن النخبة يثير حساسية الكثير لأن الصورة النمطية عندهم للنخبة تتسم بالسلبية نظرا لأن الكثير ممن يحملون الشهادات الجامعية و الذين يفتقدون للكفاءة العلمية و الوعي السياسي قد خذلوا الأحرار و الحرائر في ثورتهم و آثروا الحياد أو و هنا المؤسف أنهم صاروا أدوات لدى الرداءة و أهلها.
أختم بأنه ليس فقط النوايا الحسنة و التضحيات كفيلة بنجاح الثورة بل لابد لها إضافة لذلك من الكفاءة العلمية و الوعي السياسي.
م . ش ناشط في الحراك