الكثير منا يتساءل لماذا لا يستطيع معهد پاستور الجزائري رفع عدد الكشوف Tests على من تظهر فيهم أعراض فيروس كورونا كما تنادي به و تلح منظمة الصحة العالمية منذ بداية الوباء، لماذا لا يرقى المعهد الجزائري بمستوى المعهد السنغالي بداكار و الذي يستطيع كشف ما بين 500 إلى 1000 حالة في اليوم في الوقت الذي نكشف فيه نحن 80 حالة يوميا كأقصى حد ؟
لماذا إستطاعة دولة كالمغرب أن تفرض الحجر التام على كل ترابها الوطني، بتوفير معاش شهري يقدر ب 2000 درهم مغربي ( 200 أورو ) لكل عمال القطاع الخاص المؤمنين عبر صندوق الضمان الإجتماعي المغربي SNSS ليقوم هذا الصندوق بصرف هذا المعاش، و كذا توفير 800 درهم مغربي (80 أورو) للعمال الغير مؤمنين و الفقراء لتمكين الناس من الإمتثال لقرار الحجر الصحي بدون الخوف من الجوع
مع توفير كل المواد الغذائية بدون إنقطاع و لا ندرة، و بيع الكمامات الصحية في المحلات بأسعار رمزية محددة و مراقبة من طرف الدولة
لا أخوض في خدمة الديليفري (توصيل المواد الغذائية إلى البيت) و الذي تقترحها مجموعة أسواق مرجان ( Carrefour تاعهم ) بعد أن يتم الشراء عبر تطبيق أسواق مرجان بإستعمال الهاتف النقال مع الدفع الإلكتروني عن بعد، و لن أخوض في الأنتارنت بالألياف البصرية المتوفرة في بيوت الناس ما يسمح للشركات الخاصة بتمكين عمالهم و تقنييهم بالعمل عن بعد، لوكان ندخل في مثل هذه مواضيع رايحة بزاف ناس ماتفهمنيش لأن المغرب البلد الغير بترولي دخل عالم من المرونة التجارية و الخدماتية لا نعرفه نحن قد يصعب علينا فهمه و الإقرار بوجوده في بلاد مجاورة لنا
أتكلم عن إنجازات بسيطة في بلدان فقيرة تعاني من التخلف في عدة مجالات، لكن لم تصل إلى الهشاشة البدائية التي وصلنا إليها نحن، في السنغال و لا المغرب لم يكذب حكامها يوما على شعوبهم بأنهم دول غنية أو قوى إقليمية عكس ما عرفناه نحن لعقود مضت، عندما تكذب على الشعب من أجل البقاء في السلطة و تحاول إدخاله في عالم الأوهام، من الطبيعي أنك تخلق لذيه إنتظارات و تطلعات تفوق الحقيقة و قدرتك على الإستجابة
النظام الجزائري يعرف نفسه نعم المعرفة، لذا لا يريد رفع قوة مستوى الكشوف الطبية فيما يخص مرضى كورونا لأنه يعي جيدا مدى كارثية القطاع الصحي من حيث العتاد، الأعداد و المستوى، يعرف أين ذهبت أموال هذا القطاع في 30 سنة الأخيرة، يعرف نوعية المسيرين الذين يسيرون المؤسسات الإستشفائية و حتى من هم على رأس الولايات و الدوئر الإدارية، يعرف مستوى النظام التعليمي القاعدي و الجامعي، كما بعرف مدى إفلاس الصندوق الوطني للضمان الإجتماع CNAS و الصندوق الوطني للتقاعد CNR، الأهم أنه يعرف الفارق بين الأوهام و الأكاذيب التي سوقها للغافلين منا مقارنتا مع مستوى تطلعاتهم في ضل هذه الأزمة، لهذا لا يريد السماع لتوصيات المنظمة العالمية للصحة برفع عدد الكشوفات لأنه يعلم أنه ماخفي أعظم و لا يريد خلق نوع من الهلع الإجتماعي و الإكتظاظ أمام المستشفيات و هذا مفهوم منه، كما لايريد و لا يستطيع القيام بما تقوم به الدولة الشقيقة من تحمل جزئي لمصاريف الناس عبر صناديق الضمان الإجتماعي لأنه يعرف مدى إفلاس و مديونية هذه الصناديق عندنا.
في الأخير أختم بكلمة يرددها غالبية الجزائريين هذه الأيام في ختام حديهم ( اللّٰه يجيب الخير ) في محاولة منا تفادي تخيل و تأجيل ماقد توصلنا إليه منظومة الفشل الحاكمة
اللّٰه يجيب الخير !
يحي مخيوبة عضو المكتب الوطني لحركة رشاد