الإستبداد يهجير العقول

مرسيليا و في زيارة للرئيس الفرنسي إلى مخبر البحوث التابع للبروفيسور راوولت صاحب وصفت الكروروكين في علاج فيروس كورونا، يقف ماكرون أمام الشباب الذي يشكل فريق البحث الذي يشتغل مع البروفيسور في تجريب هذا الدواء مع مضادات حيوية أخرى في علاج الوباء، و يسألهم : كم هو معدل سنكم ؟ الإجابة هي ما بين 24 و 26 سنة
ثم يعيد السؤال بفعل أن أكثرهم من أصول أجنبية، من أين أنتم؟ لتتهاطل الأجوبة من فريق البحث : لبنان، مالي، السنغال، الجزائر، المغرب،تونس
ليرد عليهم الرئيس الفرنسي: شكرا لكم لمشاركتكم في الجهد الوطني لمجابهة هذا الوباء

أما عندنا، عندما خرح الشباب الأطباء للشارع للمطالبة بحقوقهم في زمن المخلوع قوبلوا بالهراوات و التعنيف البوليسي مع خطاب التخوين من المسجون أويحي

ثم خرج الشباب الجامعي و غير الجامعي في حراكهم المبارك، خرج معهم أسماء كبيرة من عالم العلم و المعرفة على رأسهم البروفيسور مليكشي و مئات الآلاف من الأطباء و المهندسين، الباحثين الجامعيين ، المحامين، الآلاف من الكتاب و الإعلاميين، من الفنانين و الرياضيين، في داخل الوطن و خارجه، للمطالبة بالتغيير الديمقراطي الحقيقي و لبناء الدولة المدنية المنشودة

رد علينا الفريق المقبور الذي ليس له أي مستوى علمي، لا يحسن حتى القراءة، ليسمح لنفسه و لمنظومته الجاهلة بشتم خيرة أبناء و بنات هذا الوطن و يصفهم في خطاباته البائسة بالمغرر بهم و الشرذمة…

لايزال الرئيس الفرنسي و غيره من حكام الدول الغربية و المتقدمة يشكر و يستفيد من خيرة علماء هذه البلاد، ولايزال العلم و المعرفة يهاجران هروبا من الجهل و الشعوذة الذين يتكحمون بمفاصل الدولة الجزائرية المعاصرة طالما لم ننتقل من دولة العسكري و الشرطي إلى دولة الطبيب و المعلم !


يحي مخيوبة عضو المكتب الوطني لحركة رشاد