وباء قاتل ونظام فاشل فاشل فاشل



وباء كورونا يجتاح العالم وكل الأنظمة العظمى استعدت له بوضع السبل الوقائية والامكانيات الطبية والقيام باكبر عدد من الفحوصات في الايام الاولى ما سيعطيهم اكبر عدد من العينات للتوصل الى النموذج الرياضي في اسرع وقت والتنبؤ الى التاريخ المحتمل لذروة الاصابات الا في النظام الباديسي النوفمبري فنظام تلك القوة الاقليمية لا تحتاج الى هذه الشعوذة والخزعبلات العلمية فبفضل طاقمه العبقري من وزراء ورئيس معين وصناع للقرار كل شيء سيكون بخير بقدرة قادر.
اعتمدت الدول الكبرى “المشعوذة” الحجر المنزلي بين من يرون انه الطريقة المثلى لتقليص انتشار الفيروس بين المعافين وبين من يرى ان الفيروس سيصيب لا محالة اكثر من 70% (نموذج باريتو) من البشرية لكن الاعراض تختلف والحجر هو الوسيلة المثلى للحصول على جرعة مخففة منه ليكتسب الجسم مناعته الطبيعة دون اضرار به او ما يدعى بمناعة القطيع. وبين هذا وذاك يبرز ذلك النظام التائه فهو لا يدري ما يصنع. المهم قبل صافرة الحكم بثوان فرضوا حجرا لنصف يوم ثم ل16 ساعة وآخر كلي على ولاية واحدة بطريقة غريبة حيث تكتض الاسواق خلال ساعات الفسحة الصباحية فلا مناعة قطيع ولا خفض للانتشار سينفع، كل النظريات العلمية ستتوقف عن العمل مع هؤلاء.
ماذا عن نتائج التحاليل، كما هو متعارف (وحتى منطقي) فان عدد حالات الاصابة يزداد يوما فيوم حتى يصل الى الذروة بطريقة يمكن نمذجتها رياضيا (اذا فرض الحجر الصحي الذي سيقلص عدد المتغيرات les variables )، فمثلا في روسيا النموذج الرياضي الذي اعطاه البروفيسور فلاديمير ليوبونوف هو نموذج دالة اسية modèle exponentiel اي ان التزايد سيكون عموديا حتى الوصول الى الذروة، اما عند نظام العباقرة والعلماء عندنا فعدد الحالات هو امر مثير للضحك، فتارة يرتفع حتى يقرب المئتين وفي الغد ينخفض الى الاربعينيات ثم يرتفع وينخفض …. بطريقة مخجلة للغاية.
عندما قام الطبيب الفرنسي ديديي راوول بتجربة بروتوكول الكلوروكين على عينة من 29 شخصا وهي عينة ضئيلة جدا، احييت الآمال الميتة مجددا وراهنت فرنسا عليه لاثبات هيمنتها الطبية، لكن نظامنا التائه سارع للقول ان دواءا جزائريا قد تم اعتماده وظن الجميع ان طلاسم عبقري الزلازل واعشابه قد أتت اكلها في طريقة مضادة للعلم والمنطق لكن عندما عرف الجميع ان بروتوكول راوول هو اعجوبة النظام تيقن ان اعلام نظامه الرائع قد قام بالاحتيال عليه وحتى مالك السبق العلمي لم يرد على محاولة الاحتيال البائسة تلك او لم يسمع بها حتى او ربما سمع بها فكانت نكتة خففت من اتعابه.
وباء كورونا مناسبة من مناسبات شتى مرت واخرى قادمة بلا شك ستثبت ان نظامنا فاشل، فبدل ان يعتمد على احسن عقول البلاد من علماء ومنظرين اعتمد المحاباة في تعيين وزراءه وحتى مسيريه الفعليين، اما اشباه الدكاترة الذين وضعهم كالشجرة التي تخفي الغابة فستجدهم اقلهم غزارة علمية (مثلا وزير التعليم العالي و”البحث العلمي” يمتلك 7 منشورات علمية فقط وهو رقم مخجل جدا جدا جدا حتى بالنسبة لأستاذ وبعض الطلبة الجامعيين يمتلكون نفس عدد المنشورات العلمية حتى قبل ان ينهوا دراستهم الجامعية) واضعفهم شخصية، وهذا هو واقع الجزائر تطبق فيها نظرية داروين لكن بالطريقة العكسية فبدل البقاء للأقوى فهنا البقاء للاضعف والاجهل.

خ.ش