لسنا معنيين بحرب العصب، ولسنا مع الانقلابات العسكرية مهما كان لونها الإيديولوجي، ولا تعنينا التوازنات في أعلى هرم السلطة، إذ ليست مرتبطة بقضية الشعب ونهضته وتطلعاته، وإنما هي معارك النفوذ والمصالح والتغلب.
لم نؤمن يوما بالديكتاتور العادل، ولا بالإمام الملهم، ولا بالسياسي العبقري المنقذ، ولا نثق إلا في الاختيار الشعبي الحر، فهو سيد قراره، من دون وصاية سلطة القهر والتغلب، ولا توجيه من الغرف المظلمة بعيدا عن أنواع الخداع والتضليل والمكر. الحل في القطيعة النهائية مع نظام الفساد والاستبداد، والذهاب إلى سلطة مدنية منتخبة سيدة القرار وتأسيس دولة الحق والقانون والمؤسسات.
لا أحد فيها يعلو فوق الدولة، وكل الأجهزة تخضع للمراقبة والمساءلة، ليس ثمة دولة داخل الدولة، ولا موازية ولا سلطة الظل، ولا فعلية ولا حكم واجهة، وإنما سلطة منتخبة منبثقة من الإرادة الشعبية الحرة.
قدمنا أغلى ما نملك قربانا لهذا الوطن العزيز، وضغط حراكنا المبارك ودفع أكثر من عام من أجل الدولة التي كتبها الشهداء بدمائهم الزكية. دولة ذات السيادة ديمقراطية واجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية، ونحن على العهد باقون بإذن الله.
د . بن خدة سليم