لماذا نحتاج لصناعة العدو؟
ماذا لو استبدلنا العدو بالمنافس؟
عوامل تغدي ظاهرة الحاجة الدائمة للعدو المتربص:
1- في الدول المتخلفة تمنح الأنظمة الهشة لمجتمعاتها المطالبة بالحرية هامش واسع من الفوضى للتنفيس عن الشعور بالاستبداد و التضييق على الحرية.
2- تخلق حالة الفوضى احتقان طبقي متزايد بفعل الغموض الحاصل في حدود الحريات الواجب التوقف عندها.
3- يشعر الأفراد بالتوتر الدائم نظرا لغياب المؤسسات الضامنة و المنظمة.
4- تزداد تدريجيا مشاعر الخوف من المستقبل و الحاجة الملحة للتأمين من الأخطار المحدقة.
5- يزداد الشعور بالفردانية و ضرورة التخلص من القيود الاجتماعية الأخلاقية و الدينية لكي يستطيع الأفراد تحقيق الحلول الفردية التأمينية.
6- آنذاك لإضعاف صوت الضمير و الوازع الديني ينتقل الأفراد لصناعة العدو المتربص كي يسهل تبرير الخروج عن الحالة الأخلاقية.
7- يتوسع توظيف ظاهرة العدو المتربص لتخترق جدران العائلة و المسجد و مكان العمل و الجامعة و الحي …الخ . لدرجة يستطيع كل واحد منا أن يحرر قائمة بالشخصيات المعادية في كل مجال تفاعلاته اليومية.
8- تدخل ظاهرة الاستعداء قاموس التنشئة الاجتماعية، فتنتشر في المجتمع ثقافة الحذر و التوجس و الشك المبالغ فيه لدرجة تعطل بناء علاقات طبيعية.
9- ومن هنا يصبح المجتمع في حالة من الاحتراب الدائم و ترقب الأذى و الخديعة من كل جانب.
10- و بهاته الطريقة يكون الاستبداد قد انتقل من الأنظمة الفاسدة إلى كل فئات المجتمع و غالبية أفراده، بوتيرة متصاعدة و بذرائع مبررة في منظومة فوضى قائمة.
في حين كان من الممكن استبدال شخصية العدو المتربص بشخصية المنافس، بشرط توفير الحد الأدنى المطلوب من النظام و التأمين لتفعيل شروط المنافسة النزيهة.
د. نور الدين بكيس