التضحية ؟ فعل مفرد



لا يوجد تفاضل بين الضحايا في التضحية… لأن كل ضحية قتلت ظلما… ضحايا الاستعمار… ضحايا النظام… من بومدين إلى قايد صالح… و النضال من أجل حفظ الذاكرة… و مواصلة المقاومة… ضد الذين اغتالوا الاستقلال في الصيف و الذين دمروا الوطن في الشتاء و الذين قتلوا الشباب في الربيع و الذين جعلوا بلدا رائعا يتهاوى كأوراق الشجر في الخريف… لكن الوطن رائع يسع الجميع… فلا ضحية أحسن من أخرى… فقط واحدة انتهك خيارها و أخرى طُمست هويتها… القبائلي عانى لأنه قُمع سياسيا بل و حتى ثقافيا أي أنه تعرض للقمع و للإضطهاد (و هما درجتان مختلفتان من المعاناة مُخطىء من يساوي بينهما). تعمقت الكارثة فصار البعد الأمازغي مضطهدا بكل ألوانه المختلفة… العربي قلبت هويته الحضارية إلى قومية ناصرية بدهن بومديني ملوث… بين هذا و ذاك… نسى هذان أنهما عاشا هنا سويا و اامتزجا هنا سويا و بنوا حضارة هناك سويا و فقدوها سويا و عادا سويا … و بما أن الحسابات مع التاريخ دائما معقدة, فذو الأصل التركي لم يسلم و هو الذي امتزج مع الأمازغي و مع العربي… هل اتحدث عن الشركسي؟… و بقي الجميع مقيدا و تسيّد المستبد على قلّة سداد رأيه… لذلك لا تفاضل بين الضحايا… بل ثأر لتضحياتهم من عدو لازال جاثما على الصدور خانقا للآمال و الأحلام… أما اليوم فربيع زاهر لكنه في الذاكرة ربيع داكن… ربيع قتل فيه النظام زهور القبائل.
الناشط السياسي مصعب حمودي