بحديثه عن حرية الصحافة.. أيقنتُ أن السيد تبون جزءٌ لا يتجزأ من المنظومة.. كلما سئلَ شخصٌ منها ـ بغضّ النظرِ عن منصبه ـ.. يُجبْ أن في الجزائر مئاتِ الجرائد والصحف والمجلات و8000 صحفي.. وبالتالي “ليستْ هناك مشكلة إنْ سُجنَ 4 أو 5 منهم”.. وددتُ لو أن واحداَ من الصحفيين الأربعة يسأله عن الواقع المرير (خارج قصر المرادية).. وعن أبعاد ودلالات هذه الحملة (الأمنية ـ القضائية) التي تطال ناشطي الحراك السلمي من (تضييق ومتابعة ورقابة واستدعاءات واستنطاقات.. نهاية بالسجن).. لمْ يشفعْ لهم انتشارُ وباء “كورونا” ولا حلولُ الشهر الفضيل.. دون اعتقال العشرات منهم لينضموا لأكثر من 100 ناشط معتقل.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. أتساءلُ أينها حرية التعبير الموجودة على أكثر من صعيد.. كما أخبرنا سي تبون.. هل هناك قناة واحدة غطتْ مسيراتِ الحراك السلمي.. قبل توقفه وأينهُ الرأيُ الآخر المخالف لتوجهات السلطة في التلفزيون العمومي أو حتى في القنوات الخاصة اليوم.. وهل هناك صحف تستطيع انتقادَ السلطة وبرنامجَ حكومة جراد.. (حتى “الوطن” التحقتْ بالموالاة).. ما زلنا في المربع الأول طالما الصحافة الحرة غائبة عن المشهد الجزائري.. ويكفي ما جرى لزميلنا خالد درارني الذي بين عشية وضحاها تحولتْ قضيتهُ إلى ملف يمسُ بالسيادة الوطنية.. واتهامه بتهم لم تتجرأْ حتى النيابة العامة إلصاقها به.. رغم أن الرجل كان يقوم بعمله الصحفي لا غير.. أرى أن السيد تبون على خطى المخلوع بوتفليقة.. بتفضيله لصحافة الريع منزوعة الحرية Tout va bien.. أو Everything is fine.. أرجوكم لا تنبهروا بالشعارات الرنانة مثل “جمهورية جديدة”.. “جزائر جديدة”… الحرية لخالد درارني.. والحرية للصحافة ذاتها.. فالصحافة الحرة ليست جريمة.. صح فطوركم جميعاً #عثمان_سابق