معتقلي الرأي

#معتقلي_الرأي
– يحدث أن ينظر الكثير من الناس الى سُجناء الرأي على أنهم مُذنبون ، وذلك لأسباب أنانية بحتة ، انه نوع من آلية الدفاع ، فالناس لا يستطيعون ان يتقبلوا فكرة أنهم يعيشون في مجتمع لا يتمتعون فيه بحماية القانون خاصة من صدق كذبت الجزائر الجديدة ، ومن ثمة تظهر لهم مشكلة ، كيف يبقون صامتين ازاء هذه الاحكام الظالمة ؟ إن ذلك ممكن لأنه من الأسهل بالنسبة لهم ان يعتقدوا ان الشخص المُدان هو مُذنب وأنه لابدَّ أنه خرق القوانين بشكل او بآخر لأنه إذا لم يفعل فلماذا هو سجين ومُدان إذن ؟ خاصة اذا كان هذا الشخص بعيد عن ساحات التظاهر والحراك وليس له مواقف في الشأن العام ، ويستمع ويصدق الدعاية الاعلامية المغرضة ، والسبب أيضاً انه اذا ما اعتقد المرء أن شخصاً ما قد أدين دون اعتبار القانون فانه سوف يشعر بالخطر وإنعدام الأمان ، و هذا ما يرفضه الناس في حالة الدفاع عن النفس ، وكلما كان الحكم أقسى على معتقلي الرأي كلما وصل الناس الى ذلك الاستنتاج بسهولة وبسرعة أكبر وهذا ما حدث فعلا عندما سمعنا التماس قاسي في حق بعض المعتقلين ، وفي حالة غياب الدليل فإن الحكم القاسي سوف يُعد دليلا كافيا على أن الشخص مذنب ، لأنه وكما يفكر ويعلل من هو ضد الحراك : ” لو لم يكن المتهم مذنباً لما حصل على التماس بالسجن لسنوات مثلا ، ومع غياب دليل واضح ودامغ على الجرم ، فان الحكم المخفف سوف يلقي ظلالا من الشك ، وسوف يوحي بأنه حتى السلطات غير متأكدة ولا تدري ماذا تفعل ، بينما الحكم القاسي بالسجن لمدة طويلة يعمل على تبديد تلك المخاوف والشكوك ” ، فتصور معي حالة الارباك التي تنتاب الشخص الذي برر اعتقال المناضلين وبعدها يراهم احرار واكثر من ذلك عودتهم ليدونون الآراء من جديد واكيد سيكونون مع الشعب في حراكه.

[ بالتصرف في رأي علي عزة بيجوفيتش_هروبي الى الحرية]
رضوان منصوري