منذ متى كان التساؤل جريمة !
جزائر يراد تسويقها على انها جديد . كل يوم يطلع علينا رواد الفضاء الازرق الذي اصبح المتنفس الوحيد للشعب بصور استدعاءات من طرف قوى الامن لشباب الثورة قصد التحقيق معهم حول ما ينشرونه في صفحاتهم الشخصية من آراء و تحليلات و معلومات سياسية تخص البلد و حالها التي تؤدي بهم للسجن في غالب الأحيان .
ان الشعب الذي خرج منذ سنة و نيِّف أبان عن معدنه الحقيقي و هو معدن العظماء من تاريخ الامة، مرغما بتلك الثورة المباركة اعتارف الكل بجدية و نزاهة و مشروعية قيامه بها . كيف لا و قد عراهم الضغط الهائل للثورة.
ان روح المسؤولية للثوار تفسره العصابة ضعفا او جبنا مثلما كانت تفسر صمت او بالاحرى صبر الشعب على عبثهم اللامتناهي بمصير البلاد باللامبلاة و هو تفسير منطقي جدا لهم ان علمنا انهم بلا روح ولا مسؤولية،لانهم يملكون قانونا واحدا يحكم بينهم و بينهم و بين الشعب انه قانون الغاب او بعبارة اكثر اكاديمية قانون القوة ” حق القوة في مقابل قوة الحق للثوار “.
منذ اليوم الاول ادركت العصابة جهلها لعالم الشباب . ادركت انها اغفلت ما اغفلته و منه وسيلة التواصل بينهم . ادركت انه وسيلة و ليس غاية في حد ذاته بالنسبة لمستعمليه . ادركت انه مرن لدرجة الصلابة ومتكيف لدرجة الاستقرار. ادركت في الاخير انه من اخطر الاسلحة التي يستعملها الثوار في مواجهتها. به كانت و لازالت التبئة الثورية في أوج قوتها مستغنيين بذلك عن واسئلهم التقليدية بعدما أدركوا السيطرة الكامله للبوليس السياسي في تلك الوسائل .
ان البوليس السياسي يد البطش للعصابة عجزت محاولته التحكم في وسائل التواصل الاجتماعي مثلما تحكم من قبل في وسائل أخرى أهمها وسائل الاعلام المكتوبة و المرئية لأنه ببساطة قديم الطراز ضعيف الحجة.
• قديم : قدم كل المنظومة و لن يكون استثناءا ضمن الرداءة العارمة التي تحكم البلاد اليوم و هو مؤسسة ضحية الفساد و المحسوبية مثل كل المؤسسات الاخرى لذا لا الاموال الضخمة و لا يد المطلوقة ستجعل منه البوليس السياسي الذي شهدناه في تسعينيات القرن الماضي و ما فعله في اجهاض حلم التعددية انذاك .
• ضعيف الحجة : لان الثوار “الحراكيون” فهموا جيدا ان اللجوء للعنف يمثل غذاء الديكتاتور المفضل فحرمه منه . فهموا ان روح المسؤولية سيميزه عن الفوضى الرسمية للعصابات و في الاخير فهموا و علموا من خصمهم الحقيقي فتوجهوا إليه مباشرة ب ( مدنية ماشي عسكرية ) ليخرجوه من الجحر الذي احتمى فيه دائما من قبل .
▪︎إننا منزعجون:
و الاولى بهم القول إننا عاجزون عن تفكيك هذه الكتلة البشرية التي تمثل الاغلبية هذه الحقيقة التي ادركوها جيدا في انتخاباتهم الاخيرة . كما ادركوا الحقيقة المرة الثانية و هي الانصهار الكلي للثوار في هدف تسامى عن كل ما يفرق بينهم من الجهة او المنطقة او اللغة او المعتقد او حتى الإيديولوجيا فكان لهذا ان ينتج ذلك التنسيق و قبله الحوار البناء و الراقي جدا أوصل الثوار لقرارات أبهرت الكل إلا الثوار لأنهم خبروا ماهيتهم من قبل في 22 فبراير .
▪︎” كونطر خطة ” للثوار عجلت من الإنحراف أكثر للعصابة :
كونطر خطة و هو التعبير المعبر ” رأس الواجهة المدنية المعينة ” عن حالة الارباك التي تعيشها العصابة و ان حاولت ان تخفيه. لقد حاولت و منذ اليوم الاول افشال هذه الثورة مستعملة كل الوسائل حتى القذرة منها الا انها فشلت في كل مرة و كلما فشلت ازدادت قذارة أساليبها آخر إخفاقاتها و أشدها خطورة هذه المرة عليها و على البلد ككل محاولة تفكيك الثورة و افشالها بجلب وباء فتاك بصفة متعمدة لنشره عبر كل التراب الوطني مع العمل حثيثا على رهان استمرار المظاهرات . وسيلتهم في ذلك استفزاز الثوار احيانا عن طريق وسائلهم المفضلة كالاعلام خصوصا قنواتهم ” الخاصة ” او القضاء عن طريق محكامات لا قانونية لبعض المؤثرين و محاكمة طابوا خير مثال على ذلك. و في الأخير إستفزازات قام بها ما يسمى الذباب الالكتروني محاولا التأثير في الرأي العام للثوار عبر التحريض على الخروج كنوع من التحدى للعصابة .
▪︎ثقب الثوار الأسود ابتلع العصابة وتاهت فيه زمكانيا:
ان تصرفات العصابة منذ 22 فبراير يوحى لنا انها اضاعت الحس بالزمان و المكان فلا يكاد يوم يمر و لا نلاحظ التناقض الصارخ فيما تقدم عليه و هي تمشي بذلك لحتفها بخطى ثابة إلا أنها ستجر معها البلد هذه المرة لذلك المصير التاريخي الحتمي كنهاية للتاريخ..إن لم يحدث ما يتمناه الكل و هو المرور لمرحلة ما بعد السقوط الكلي للعصابة في أقرب وقت ممكن .
جلب الوباء لكسر شوكة الثورة لم ينجح لكن عواقبه ليست كعواقب اللعب على التفريق بين ابناء الشعب الواحد صحيح انها لعبة خطرة جدا “فرق تسد” الا انها ان لم تعالج فتأثيراتها بعد حين أي على المدى المتوسط و البعيد لكن جلب الوباء له تأثيره الآني و المستعجل لأنه يمس حياة الناس بصفة مباشرة بالاضافة لما فعله بالعالم الذي سيؤثر علينا حتما خصوصا من الجانب الاقتصادي من انهيار سوق الطاقة و الجانب السياسي و تلك التحولات كبرى في تحلافات استراتيجية للدولة الكبرى على وجه الخصوص و هي التي تأكد الجزائريون انها حامية للعصابة التي بدورها تحمي مصالحهم الغير مشروعة في البلاد من نهب و تخريب للمجتمع .
▪︎الوباء تفشى …. الاقتصاد على شفى الانهيار ….و الحجر فشل …. ماذا نحن فاعلون .
منذ اليوم الاول و الاحرار يقولون:” إياكم و جلب الوباء من اجل ادخال الناس لبيوتهم” لأنهم يعلمون جيدا عجز العصابة في مواجهة مستجد فتك بأعتى الدول قانونا و حرية و إقتصادا .
هانحن اليوم نحصد نتائج العبث و الرداءة. لقد ادرك المشككون في جدوى الثورة قبل الثوار نفسهم فشل منظومة الهروب للامام في التعامل مع الجائحة و ما ولاية البليدة الا مثال واحد على ذلك .
الحجر الكلي عجزوا عليه و الجزئي سلبياته أكثر بكثير من إجابياته أما فتح كل شيء لا يعني إلا شيء واحد و هو تفشي رهيب للوباء يقابله منظومة صحية متهالكة تعيش الازمة في الظروف العادية مابالك هذا الظرف الطارئ .
الكل أصبح متيقن من فشل العصابة خصوصا من غرر بهم و أوهموا ان هناك تغير ما بعد 12/12/2019 يوم تعيين الواجهة المدنية.
الكل أصبح معنيا بالأمر لأن الأزمة صحية عنوانها وباء لا يفرق بين فصيل عن فصيل و لا شريحة عن شريحة حتى أكثر الناس ولاء لهم بحكم عملهم ( قوى الامن ) الأن مهددة هي الاخرى
▪︎السلمية …. التجنيد …. احتواء الغضب …. تركيز القوة …. الاجهاض على ما تبقى من عصابات .
كما سبق و أشرنا ان العنف لا يخدم إلا من يتقن إستخدامه و هو البوليس السياسي طبعا . لذا الملاحظ ان هذا البوليس يقوم بالتحضير له جيدا و بخطوات شبه تقليدية يمكن لمن عرف طريقة تفكيرهم ملاحظتها بعدما تيقنوا من عودة الثورة للتوهج من جديد و بقوة اكبر هذه المرة خصوصا ان ما كان لهم من اوراق ” سياسية ” قد استنفذوها تقريبا بعدما قارب الاقتصاد ” السيولة / الريع / شراء السلم الاجتماعي ” من الانهيار الكلي . موجة الاعتقالات ليست لإخماد الثورة و هم يعلمون ذلك جيدا انما هي الوجه الأخر لخلق الأزمات ” ندرة في مواد غذائية / تكسير ما تبقى من خدمات تقدمها الدولة / تعفين اكثر للمجال الإعلامي خصوصا كسر الطابوهات الاجتماعية مثلما يحدث في بعض البرامج …./ إستفزازات عن طريق تصريحات لمسؤولين ….الخ ” هذه و غيرها يراد بها تنمية الغضب الذي بدوره يراد ترجمته لموجات احتجاجية عنيفة مطعمة بمطالب و وجوه ثورية ” حراكية ” تنزع أولا عن الثورة سلاحها الفتاك و هو السلمية و ثانيا تفجرها من الداخل بعد ان تبرز الخلافات بين عقلاء يعون جيدا ماهية اللعبة و غاضبون غير متحكم فيهم سواء عن حقيقة أو مصطنعون. كل هذا سيتيح لهم الحجة المنشودة لبدأ مشروعهم الأكبر و هو وأد الثورة بصفة كلية بالحديد و النار بعدما إستدرجوها للعبتهم المفضلة .
هل سيعيدها الأحرار ؟
حالة الغليان التي سبقت 22 فبراير تشبه كثيرا الحالة اليوم الا انها تأتي اليوم مع متغيران أساسيان هما … شعب اكتسب خبرة هائلة في المسيرة النظالية منذ ذلك التاريخ في مقابل استعداد اكبر للعصابات عكس حالة الخمول من الثقة الزائدة في موت الشعب للأبد . هذان المتغيران هم من سيحسمان المعركة القادمة و بالتالي الحرب ككل .
لذا وجب على الاحرار ” عموم الشعب ” احتواء الغضب اولا عبر اعادة التجنيد لكل الفئات حتى تلك التي غرر بها ثم توجيه أو تركيز قوة الثورة المعبر عنها في المسيرات و ربما ستتطور لإعتصامات لجوهر القضية و هي ارغام الطغمة العسكرية المتحكمة في مفاصل الدولة على التفاوض من أجل العودة للثكنات و ترك السيادة للشعب وحده و وحده فقط . مستغلين العامل الثالث المستجد و هو رفع داعميهم الخارجيين أيديهم نتيجة للتخبط الكبير و الأزمات خصوصا الاقتصادية الكبرى بسبب جائحة كورونا .
الحر علي