بون كوراج

بون كوراج

الدرس الكبير لـ 22 فيفري مفاده أن النظام السياسي حين لا يعبّر عن مجتمعه بطريقة تمثيلية صحيحة وبديمقراطية مكتملة وباستقامة سياسية ومؤسسات قضائية حرة فإنه سيصطدم بالحائط طال الزمن أو قصر.
كان يفترض أن يستخلص النظام هذه الخلاصة البديهية ويقدّم للمجتمع دستورا يمثل درسا في استيعاب اللحظة وقدرة على احتواء تطلعات المجتمع برمّته، وكانت هنالك طرق عديدة لفعل ذلك وبينها أن يكتب الشعب دستوره من خلال برلمان حقيقي يسبقه قانون انتخابات لا غبار عليه وإدارة انتخابية لا مجال معها للتلاعب.
هذا لم يحدث.
استخلص النظام شيئا واحدا من الحراك، وهو أنه قد يمر بحالات أزمة يتعطل فيها رأسه السياسي عن العمل ويصبح الجو السياسي ضاغطا والوضع الدستوري هشا.
لذا رتّب النظام دستوره بما يكفل تفادي هذه الوضعية أساسا ولم يلتفت لحاجيات المجتمع ولا تطلعاته، بل إنه قد استبقى مؤسسات برلمانية مزورة لتعطي رأيها في دستور يفترض أنه يعبّر عن شعب سئم التزوير الانتخابي.. كأنه يعلن بذلك عدم عدائه مع التزوير بل جاهزيته لاستعمال المؤسسات البرلمانية المزورة في تمرير أجنداته الخاصة.
لقد قرر النظام استخدام الوثيقة المؤسسة لهوية الدولة القانونية كوسيلة لحل مشاكله بدل استعمالها كوسيلة للتعبير عن حقيقة مجتمعه.
قد كان النظام ليبدو ذكيا لو استخلص الدرس ووعاه، لكنه أثبت للمرة الألف انه نظام يحب الانتصارات التكتيكية التي قد تخفي هزائم استراتيجية.
في نهاية المطاف، سيضع النظام الدستور الذي يرتضيه، ولكنه لن يمضي بعيدا به.. سيفاجؤه المستقبل بأن الشعب قد تجاوز ألعابه، ويفاجؤه الاقتصاد بأن الإدارة السياسية الرديئة لا يمكنها أن تنجب جهازا اقتصاديا بكفاءة عالية فضلا عن تحقيق التنمية المطلوبة.
لن تتغير النتيجة
قد يحتاج الأمر وقتا لكن النتيجة محسومة خاصة مع جيل استوعب درس السلمية المدهش وبه استطاع اسقاط رجل بدهاء بوتفليقة
ولذا ” بون كوراج” خويا النظام .. اللي ما تعلّمش الدرس اليوم سيتعلمه غدا.. السيارة راهي ليك ورينا شطارتك يا شوماخار😉
أ.ش