طال حكم بوتفليقة بفضل المال الذي من به الله سبحانه وتعالى، وبسبب حشود جماعات التملق والشيتة وعصب شبكات المال وتسلط الحكم الخفي، فانتهى به الأمر الى مزبلة التاريخ بعد أن سحر الناس في عهدته الأولى والثانية بالخطاب القوي الرنان ولغته السليمة وقوة الالقاء والحضور والكاريزما الممزوجة بالنرجسية المرضية، أراد تقمص زي المسيح المخلص بالوئام والمصالحة حتى وصل به جنونه الى أن رسم في ذهنه أحقية بنوبل للسلام …خرج صغيرا بقندورة في صورة بائسة تشترك في بعض تفاصيلها مع خروج الشاذلي ذات شتاء من عام أثنان وتسعون من الألفية الماضية.
شاغل القصر الأن محاط بجموع المبررين، و خزائن فارغة ، وغياب الحضور الكاريزماتي ، خطاب لا يهدأ النفوس ولا يقدم تطمينات أو تصورات جديدة خارج الاستنطاقات، وأجندة بعبع الفوضى والتدخل الأجنبي ولغة التخويف وتوظيف ثنائية الأمن والقضاء التي بدأت نهاية بوتفليقة من بوابتها، المشترك الوحيد بين الرجلين أن المناخ العام الذي انتهى منه الأول يقترب كثيرا من الأجواء التي يبدأ منها الأخير.
.
* الأستاذ عبد الغني بادي