حضيض الحضيض
الاتصال أمر خطير، وهيبة الدولة يمكن أن تطيح بها تغريدة أو منشور أو خطاب ركيك.
قد لا يكون الرئيس متحدثا جيدا أو خطيبا مفوها، ومهما يكن مستواه فإنه لا يتولى كتابة خطاباته بنفسه، وهكذا تسير الأمور في معظم دول العالم، فالاتصال علم قائم بذاته، وكتابة الخطابات حرفة قائمة بذاتها تتفرغ لها كفاءات.
السقطات التي نتابعها عبر الصفحات الرسمية الجزائرية تخبر عما هو أخطر من ظاهرها، إنها تفضح حالة من التسيب تحول دون تصحيح الأخطاء التي ارتكبت في اختيار الفريق الذي يشرف على عملية الاتصال في مؤسسات الدولة وعلى رأسها الرئاسة، وبعد اعتماد معايير غير موضوعية في التعيين يحول الإهمال دون تقويم الوضع للحفاظ على الصورة التي يراها الجزائريون والأجانب، ومن خلالها يحكم كثير من الذين يتابعون ما يجري هنا من رسميين وخبراء وباحثين يعنيهم أمر هذا البلد.
ليس هناك مؤشر على تهالك الدولة أخطر من مؤشر الإهمال والتسيب، ثم إن هذه الرداءة الطافحة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي تؤكد عجز النظام عن تجديد واجهته، وفشله في استقطاب الكفاءة، وهذا دليل آخر على ان هذا النظام طارد للكفاءة جالب للرداءة.
إن سقطة على حساب رسمي، أو صورة مشينة كتلك التي تظهر وزير الصحة وهو يعقد ندوة صحفية في غرفة نوم الطبيبة المرحومة، تبطل أي أثر لمقال تحت الطلب ينشر في جريدة أمريكية، أسوأ من هذا يتحول الاستغلال المشين للمقال المذكور في الدعاية المحلية إلى مثال عابر للقارات في الفشل وسوء التدبير.
مؤلم جدا ما يحدث للجزائر وصورتها، ومخيف الحضيض الذي بلغه هذا النظام وهو يعد بالمزيد.
نجيب بلحيمر