العفن

العفن

أطباء يموتون أثناء أداء واجبهم في ظروف كارثية، مواطنون يموتون كذالك في مستشفيات تشبه مذابح الماشية بعيدة كل البعد عن مستشفيات الإنس، مناضلون وصحفيون يسجنون من أجل آراءهم السياسية وكتاباتهم على الفايسبوك، مواطن يعاني غلاء المعيشة في شهر رمضان الكريم وفئة كبيرة من المجتمع تعيش تحت مستوى خد الفقر المدقع، رئيس غير شرعي، برلمان أحزاب الفساد والعصابة، العسكر يتحكم في مؤسسات الدولة مع وسائل الإعلام

بلد في طريق مسدود بدون أي رؤية مستقبلية واضحة، من بعد تجد بعض أشباه المثقفين يكتبون بدون ملل عن موضوع الأمازيغية في الدستور الجديد، متناسين أن الحراك يرفض الدستور جملتا وتفصيلا لأنه صادر من سلطة الأمر الواقع عديمة الشرعية السياسية، ولا يريد مناقشته أصلا لأن الموضوع الحقيقي هو تمدين الدولة وإبعاد جنرالات الجيش عن السياسة

“مثقف” صنيعة العفن كما هو السياسي الجزائري المعتمد، العفن كوسيلة لإلهاء الناس وإبعادهم من المواضيع الأساسية التي تهم حياتهم اليومية والمستقبلية، إضعاف عزيمتهم وإستهلاك طاقاتهم في مواضيع هامشية يخترعها البوليس السياسي لتسيير المجتمع نحو المجهول عوض تمكينه من مناقشة المواضيع المصيرية لبناء الدولة المدنية المنشودة، مناقشة مسألة الحريات السياسية والإعلامية، مناقشة موضوع التداول على السلطة ومراقبة أداء السلطة التنفيذية، إستقلالية القضاء مع حل البوليس السياسي، المراقبة الديمقراطية للقوات المسلحة وقضية الأمن القومي، وغيرها من المواضيع الهامة من سياسات غذائية صحية وطاقوية، كان من المفروض على “المثقف” طرحها للنقاش المجتمعاتي عوض الخوض في مواضيع متعفنة من نتاج كابرانات البوليس السياسي

يحي مخيوبة