باريس – العربي الجديد
من خلال التاريخ الاجتماعي لـ “جمعية العلماء المسلمين الجزائريين”، منذ تأسيسها عام 1931 إلى إعادة تنشيطها في الجزائر في التسعينات، يسترجع كتاب “جزائر العلماء: تاريخ الجزائر المعاصرة 1931-1991” للباحثة الفرنسية شارلوت كوري المناقشات حول بناء الدولة، والثقافة الإسلامية في البلاد ومكانة اللغة العربية في الجزائر المعاصرة.
الكتاب الصادر عن “منشورات جامعة السوربون”، بمثابة مراجعة تسعى الباحثة من خلالها إلى دراسة ما حدث للجمعية التي أسسها عبد الحميد بن باديس وسعى من خلالها إلى تطهير الإسلام من البدع والخرافات، وإحياء الثقافة العربية والمحافظة على الشخصية الجزائرية، وتناقش واقعها قبل وبعد الاستقلال.
تستند الباحثة في دراستها هذه إلى مصادر مختلفة باللغتين العربية والفرنسية إلى جانب العمل الميداني من مقابلات وبحوث في الأرشيف، بهدف إعادة النظر في الصور النمطية الحالية المرتبطة بإرث الجمعية في الجزائر المعاصرة.
تقول كوري إن الأنشطة التربوية والدينية للجمعية خلال الاستعمار أخذت موقعها في حرب الاستقلال مشروطاً بإدماج أعضائها في الجزائر ما بعد الاستعمار، وتتبع الكاتبة مسارات أعضائها القياديين قبل وبعد الاستقلال والتعديلات والاستراتيجيات التي تم تنفيذها من أجل فترة الاستقلال وما بعدها.
تبحث الكاتبة في مشاركة بعض أعضاء الجمعية في حكومة حزب جبهة التحرير الوطني، وعلاقتها بوزارة التربية والتعليم وكذلك بناء أسس الدولة، كما تتناول الحركات الإسلامية الناشئة في الثمانينيات.
كذلك يبحث كتاب “جزائر العلماء” في القضايا الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية للجزائر ما بعد الاستعمار وعلاقتها بتاريخ العالم العربي ككل.