لماذا تريد السلطة أن تُعقِّد الجزائريين اتجاه الإعلام الأجنبي؟
بعد تكميم أفواه الجزائريين في الإعلام العمومي المغلق تماما منذ عشرات السنين، و في القنوات الخاصة التي أصبحت قنوات دعائية لصالح كل ما تمليه السلطة و سجن المواطنين فقط لأنهم أبدوا رأيهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي في قضايا سياسية تهم الرأي العام. أطلقت السلطة منذ أسابيع بروباغندا كبيرة لخلق عقدة لدى الجزائريين في تعاملهم مع القنوات الإعلامية الأجنبية. هذه الأخيرة بحكم أنها خارجة عن سيطرة النظام و وسائله القمعية و ضغوطات دوائره المختلفة فهي تُستهدف في كثير من المناسبات بإتهامها أنها وراء مؤامرة دولية مزعومة تحاك ضد الجزائر من جهة و اتهام كل جزائري معارض للسلطة يظهر في هذه القنوات بالخائن و العميل و و و…من جهة أخرى.
بعض من هذه الإتهامات طالتني شخصيا عبر حملة شرسة في وسائل التواصل و التلفزيون الخاص (النهار)، بحكم أنني أشارك في حصص تلفزيونية في قنوات أجنبية كفرانس 24, الجزيرة، العربية و غيرها… في الحقيقة هذا يثير إشمئزازي أكثر مما يحزنني، لأنه ببساطة، في 98% من الحصص التي شاركت فيها طيلة سنوات، كان معي دائما في الجهة المقابلة شخص يمثل السلطة بكل ركائزها، فقالبت ممثلي التحالف الرئاسي من ال FLN و ال RND و حمس و عبيد التوفيق و ال DRS و مساندي بوتفليقة و مساندي القايد صالح و كذا تشكيلات و شخصيات إنتهازية ولاؤها للسلطة لا غير. و كان كل هؤلاء في كل لقاء يدافعون باستماتة على كل “الآفات” التي ذكرتها…فلماذا لا يدين النظام هؤلاء ؟ ألا يشاركون في قنوات أجنبية اتهمتها ذات السلطة بالمؤامرة ؟ أم المدانون، هم فقط الأحرار المعارضون للنظام و الذين يرْوُون للعالم الحقيقة المرة التي يعيشها الشعب على يد هذه السلطة غير الشرعية ؟ و لما يسمح النظام لنفسه في نفس الوقت برسم صورة مزيفة عنه في جرائد أجنبية ذات سمعة سيئة جدا كما فعل مؤخرا مع جريدة Washington Times الأمريكية ؟
ألم يكن الأجدر بالسلطة أن تفتح الإعلام الوطني، عموميا كان أو خاص على الأغلبية الشعبية المعارضة، عوض التباكي و اتهام الجميع بالمؤامرة و الخوض في حماقات صبيانية تثير سخرية العالم ؟
طبعا، سأتترك لكم الإجابة عن هذه الأسئلة، و سنصل لخلاصة واحدة، هي أن كل هذه البروباغندا اامقرفة ، هدفها إحكام القبضة على المعلومة و إبقاء رواية واحدة للأحداث و هي الرواية الرسمية و فقط، لكي يتم تسويقها في الداخل و الخارج و كأننا في ستينيات القرن الماضي. فالسلطة بحكم تركيبتها لا تزال تعيش بعقلية الحزب الواحد و الرأي الواحد و الإعلام الواحد و الفكر الواحد، في حين تجاوز الجزائريون هذا الزمن القديم عبر استعمالهم اليومي لشبكة الأنترنت و وسائل التواصل ليصل البعض منهم حتى إلى إنتاج مواد إعلامية راقية خاصة بهم كسرت احتكار السلطة للمعلومة و الإعلام…
#لن_تعقدونا
#سنفضحكم_أمام_العالم_كما_فضحناكم_أمام_الجزائريين
عبد الرزاق بن جودي