المعركة مستمرة …وقفة القضاة الأحرار
وقفة القضاة الأحرار، غدا، ضد سياسة العقاب والترهيب مهمة ومحطة ذات دلالة ورمزية في تاريخ النضال القضائي المستقل…فالقضاء إحدى الركائز الأساسية، بل والمصيرية، التي يعتمد عليها حكم التسلط والقهر والتغلب، ولهذا يهزه أي تحرك مستقل داخل جهاز حوَلوه إلى يد جارحة تضرب وترعب وتنشر الذعر والهلع، تطارد الأحرار وتمكن لسلطة الاستبداد…
وصنيع القضاة الأحرار، على قلتهم، الرافض لسياسات الإملاء والإخضاع جزء لا يتجزأ من ثورة شعب ناهض تواق للحرية..ولهذا يعتمدون معهم سياسات الترويع والردع ليخوفونهم ويستبقون أي تحرك فضائي مستقل ويمنعون توسع دائرة الغضب والسخط والتذمر داخل هذا الجهاز الحساس. والوقفة ليست هينة في ظل التوغل الرهيب وتضخم سلطة القرار الأمني، وإخضاعها لكل من تمتد إليها يدها وسيطرتها وهيمنتها، والقضاء سيَسوه وأرهبوه وحاصروه وجعلوا منه خط دفاعهم الثاني بعد الأجهزة الأمنية، في حملتهم القمعية المُعادية للحراك وضمان سيطرتهم واستئثارهم وتجاوز عواصف الغضب الشعبي.
وليست قضية القضاة الأحرار منفصلة عن قضية الشعب الثائر الناهض التواق للحرية واستقلالية الإرادة والقرار، بل هي في القلب منه، لأن أساس دولة الحق والعدل والحرية هو القضاء المستقل، وهي إحدى المعارك الحاسمة في هزيمة ودحر الاستبداد والطغيان، وإفساد القضاء يُفضي إلى تحطيم الدولة واندثارها.
المعركة مستمرة وطويلة ضد الطغيان، وكل الأجهزة موبوءة بل ومختطفة، ويراهنون على القضاء لينفذوا به خطتهم الأمنية الردعية في محاربتهم للحراك الشعبي، ويخشون فقدان السيطرة على الوضع، فالأحكام القاسية الجائرة والتغييب في غياهب السجون ونشر القمع هي كل ما يملكونه من أوراق، أو على الأقل أهمها وأكثرها فعَالية، لكن يخشون، في الوقت نفسه، من أي حركة اعتراض داخلي أو تحرك حر مستقل رافض لسياسات السيطرة الأمنية، فوقفة أحرار القضاء مما تفزعهم وتُؤرقهم، ويستعملون أساليب العقاب ضدهم لردعهم وتخويفهم وإحكام القبضة على سلطتهم.
صحيفة الأمة الإلكترونية