(هي ليست كلمات أخيرة توديعا لكم… أنا هنا لازلت بينكم ولكن هي وصايا لكم لعلى و عسى أن أغيب مكرها فوق إرادتي…
كما يعلم الجميع أن 23 جوان 2020 يوم محاكمتي، لا أعلم إذا تؤجل أو لا بصفة تلقائية و قد يعاد الزج بي مرة أخرى قبل أن أحاكم الله أعلم ما يخبئه القدر لي و لكن… أنا خائف
لست خائفاً من غيهاب السجون فقد ضحيت بحريتي سلفاً…
لست خائفاً من نظام واجهته بصدر عارٍ و هو من قلاعه يتربص… واجهته بقلمي، بصوتي و بإيصال صوت الشارع و قد دفعت الثمن و انا على أتم الاستعداد مرة أخرى لأدفع أبهض التكاليف مهما يكن…
لست خائفا حتى من الموت إذا نادى الوطن و الثورة له…
فلنذهب حتى إلى الجحيم ليعيش الوطن عزيزا سالماً غانما و حراكه منتصرا ليرفع رايته عاليا.
أنا متخوف من شِقاق الصفوف و عدم إتحادكم على كلمة واحدة و أن تتنازعوا فتفشلوا فتذهب ريحكم…
أنا متخوف أن تذهب تضحيات الشعب و الآلاف من أبناءه البررة القابعين في السجون هباءا منثورا…
أنا متخوف أن ينال هذا النظام المجرم بأذنابه و متنطعيه من الثورة و يغتالها و انا بين السجون لا حول و لا قوة لي…
أنا متخوف من تفريطكم للوحدة و السلمية و الثباث على نفس المسار…
إياكم و الفرقة…
إياكم و التخوين…
و الذي عبر عن رأيه لم يكن آمراً لكم يا فخامة الشعب و لا وصياً عليكم و ليس مُنَظِراً لكم…
إياكم و التفريط في حراككم، إياكم و التعصب…
إياكم و التفريط في هدفكم و هدفنا… التغيير الجذري خيارا واحدا أوحداً.
أكتب هذه الكلمات لكم بمرارة و أوصيكم خيراً بأنفسكم…
أودع لكم أمانات إذا سُلبت مني حريتي مرة أخرى…
حافظوا على أمانة الثورة و إياكم و الركوع و الخسران… إياكم و الاستسلام والخنوع فتالله الحراك هو قارب النجاة.
حافظوا على الوطن و سلامة ترابه و إستقراره فتالله هذا النظام لا يريد خيراً لنا و لأرضنا.
و أمانتي الأخيرة التي تركتها لكم، والداي… خففوا من روعهم و أمسحوا دموعهم بالكلمة الطيبة التي تنسيهم ألم الغياب و اهاته.)
عبد المنجي خلادي
قسنطينة الأربعاء 17 جوان 2020