سجن المعارض ظلم ومعاقبة سابَ الرسول حق…الحرية والعدل للجميع
كتب بواسطة :د. سليم بن خدة
أحببت أن أوضح مسائل بعد نشر مقال لصديقنا رئيس تحرير صحيفة “الأمة” حول سجن الناشطة “بوراوي”، فأنا مع تسليط أشد العقوبة لمن سب النبي، صلى الله عليه وسلم، واعتدى على مقدسات الأمة وضد تقييد الحريات في المجال السياسي وسجن إنسان لنقده السلطة أو إدارة الشأن العام، فليست السلطة بأرفع قدرا من نبينا. والحديث هنا عن رأي سياسي وظلم وقع على ناقد للسلطة، فكأنما مقام السلطة أرفع من مقام الأمة في مقدساتها، فلم تتحرك السلطة للطعن في المقدسات وتحركت لنقد موجه إليها.
فسجن إنسان لأنه معارض للسلطة ظلم فاحش، وسجنه ومعاقبته لسبه الرسول أو تطاول على مقدسات الأمة، حق مشروع. والسلطة السياسة تحت إرادة الأمة وليست فوقها، فالتعدي على الأمة في مقدساتها لا يُسوَى مع من انتقد السلطة، إذ أمور الحكم والمناصب السياسية بيد الأمة والشعب، والأمة هي منبع الشرعية السياسية، ومصدر السلطة العليا. وأما أمر المقدسات فبيد الله تعالى، فالدين دينه، وإليه يُرجع الأمر كلَه.
ورغم أني أعتقد اعتقادا جازما أنه لو يمسنا سوء، لا قدر الله، فلن يقفوا معنا أبدا ولو بكلمة، وسيباركون قمعنا كما فعلوا في التسعينيات، ولكن ولاؤنا للمبادئ وليس للأشخاص، وانتصارنا لقيم الحرية والعدالة وضد الظلم مهما كان اللون الإيديولوجي للمظلوم، وقد سبق أن وقفنا الموقف نفسه عند سجن “لويزة حنون” بالتلفون بسبب حرب العصب، وتعرضنا الانتقادات نفسها من أصدقائنا وأحبابنا.
نؤمن بالحرية والعدل للجميع، دون ازدواجية ولا انتقائية مقيتة، وندفع باتجاه دولة الحق والقانون والمؤسسات والقطيعة مع نظام العصب وعدالة التيلفون، ونفرق بين حرية الرأي وحرية الكفر والتعدي على عقيدة الأمة. وبهذه الكلمات أطوي ملف الجدل الأخير.