لا شماتة في أحد، قيمنا لا تسمح بها
عندما تطرقت لموضوع السماح لأحمد أيحيى بحضور جنازة شقيقه، لم يكن الأمر انتقادا على ذلك، لأن ليس من شيمنا وقيمنا الاعتراض على كل ما من شأنه مواساة المفجوع، أيا كان، بل نرحب بما يواسي القلوب ويخفف الغبن على الإنسان، خاصة في ظروف صعبة، ولم يكن الإشارة إلى الموضع شماتة، أعاذنا الله منها، بل أردت فقط الإشارة إلى “قاعدة” الكيل بمكيالين، حيث سمح لأويحيى بحضور جنازة شقيقه ولم يسمع للعشرات غيره الذين اعتقلوا لأسباب سياسية، ولم يتمكنوا من إلقاء نظرة أخيره على أحباء لهم توفوا أو حضور جنازتهم، أو أي فاجعة أخرى، وأريد الإشارة أيضا، بعد مشاهدة تلك الصور التي تم تسريبها لأغراض خسيسة، أنه لا يريحنا ولا يطمئننا أبدا، أن نرى، الإنسان، أيا كان، وهو يجرجر إمعانا في إهانته عرضه أمام الناس، في صورة مخلة مهينة، سواء كان أيحيى أو غيره، مثلما فعلوا معه وكان بالإمكان (لو كانت النوايا صادقة والباعث إنساني) أن يحضروه للجنازة في وقار واحترام، بعيدا عن الكاميرات (التي حضرت لتأدية مهمة دنيئة كعادتها)، ليحضر جنازة شقيقه بعيدا عن الاستعراض المهين. في الواقع، لا أشك أن العملية برمتها كانت تهدف إلى تحقيق أهداف ومآرب خبيثة، لتضليل الناس والتستر على فضيحة الكيل بمكيالين، ولسان حالهم يقول، أنظروا كيف نعامله، وأننا جادين في معاملته معاملة “العصابة”، لكن، أعود وأقول، فمثلما بدأت محاكمتهم على أساس تصفية حسابات وليس لتحقيق العدالة، فكل ما يتمخض عن ذلك لن يختلف عن البدايات، وهذه قوانين التاريخ.
رشيد زياني شريف