زيتوت / بوكردوس حول المجازر في الجزائر 1 من7

الجزائر، مجازر، drs

18 عاما على هذا النقاش الساخن مع عزالدين بوكردوس، المدير العام لجريدة الشعب الحكومية يومها.

كان هذا أول ظهور لي على قناة الجزيرة التي كانت في بداياتها الأولى ولم تكن قد أكملت عامها الأول بعد. طبعا الجزيرة منذ 2011 تقوم بتلميع الجماعة الحاكمة حينا وبالصمت على مايجري في الجزائر في أكثر الأحيان…مقابل مصالح لأصحابها على ظهر الجزائريين…

في أكتوبر 1997 كانت المجازر تملأ دنيا الجزائريين ليس فقط في غرب البلاد وشرقها،  ولكن أساسا في العاصمة وضواحيها القريبة والبعيدة على حد سواء…بل أن مجازرا وقعت على بعد أقل من 5 كيلومتر من مقر الرئاسة وتحيطها الثكنات من كل جانب…كمجزرة بني مسوس.

كنت دائما على يقين أن جزء على الأقل من هذه المجازر، ما كان ليكون لولا أن جهات عليا في الحكم متورطة بشكل مباشر فيها…ومجازر أخرى تورط فيها بعض كبار الجنرالات بشكل غير مباشر…

إعترافات الجنرال حسين بن حديد مؤخرا، تؤكد حقيقة مفادها أن جزء أساسيا من الإرهاب كان صناعة مخابرتية…وأن بعض الجماعات الإرهابية كانت تشتغل لصالح المخابرات مباشرة ككتيبة الأهوال بقيادة قادة بن شيحة، والذي كان يعمل لصالح الجنرال المقبور إسماعيل العماري كما إعترف بذلك بن حديد قبل أن يوضع في السجن بتهمة “إفشاء أسرار الجيش”.

لم تكن إعترافات الجنرال بن حديد هي الأولى، فقد سبقتها إعترافات أخرى لعسكريين كثيرين من بينهم سمراوي وسوايدية…وغيرهم، لكن تكمن خطورة ما قاله الجنرال بن حديد في كون قائله جنرال ظل في السلطة حتى 1996 ومن ثم إطلع على ما كان يجري عن قرب، إضافة إلى أنه كان يقود الفرقة الثامنة وهي أكبر وأقوى فرقة عسكرية في الجيش، ثم قاد الناحية العسكرية الثالثة حيث كان يوجد تحت قيادته أكثر من خمسين ألف عسكري.

الأيام القادمة ستكشف لا محالة المزيد من جرائم بعض كبار الجنرالات، الذين لم يكتفو بأن قاموا بإنقلاب عسكري، وإنما أدخلوا البلاد في دوامة عنف مرعب لسنوات طويلة بهدف الحفاظ على مصالح غير مشروعة وليس على الجمهورية كما زعموا…

الجمهورية التي تسوء أحوالها أكثر فأكثر تحت قيادة شخص مريض وعاجز…وعسكر متصارعين على مزيد من السلطة والنهب…وتدخل خارجي في شؤونها…ورداءة غير مسبوقة  تطبع يوميات سكانها…

عندما تعرف أغلبية الجزائريين ما حدث فعلا في التسعينات فإن أكثرهم سيصاب بالصدمة ويدرك حجم الكذب الذي نشرته الدعاية الرسمية وأستغفلت به كثير من العقول…

 

محمد العربي زيتوت