عودة حمالات الحطب لتحقيق ما فشلوا فيه أثناء الحراك

عودة حمالات الحطب لتحقيق ما فشلوا فيه أثناء الحراك

كلكم لاحظوا عودة حرب الأيديولوجية، من نفس منابر الكراهية، التي عشناها وذقنا علقم صنيعها في التسعينات، وتقوم هذه الوكالات المكلفة بمهمة، بمحاولة تحقيق ما فشلت فيه حتى الآن كافة محاولات العصابة، من خلال نفخ كير الفرقة وتمزيق نسيج مكونات الشعب، قبل أن تصطدم كل حيلهم أمام جدار الشعب المنيع، في حراكه المقاوم. هذه السلسلة المتجددة من زرع بذور التشرذم الإيديولوجي والاقتتال، تؤكد لنا، أن العصابة تدرك، أن لحمة الشعب متماسكة، وفقط، مثل هذه الحروب النتنة، قادرة، بحسبها، لإعادتهم إلى “طنعيم”و”هناء” ما قبل 22 فبراير2019، ورفع سيف نهايتهم الحتمية. هذه الملاحظة تؤكد لنا، شيء مهم، لا بد من قراءته قراءة صحيحة، لنسف ما ترمي إليه هذه المخابر، وإبطال مفعولها.

ولمن يسأل سر أو تفسير عودة هذه المنابر القديمة والمتجددة Radio des milles collines، لا بد أن يعرف أن الهدنة الصحية، التي التزم بها الحراك، وعيا منه بضرورة توخي الحذر ووضع سلامة المواطنين في صدر أولوياته، أن هذه الهدنة الصحية، لم يحتمي بها النظام من ثورة الشعب السلمية فحسب، بل وظفها، لتحقيق، ما يعتبره، عناصر مهمة ضرورية لإنهاء الغول (الحراك) الذي يقض مضجعه ويسلط سيف نهايته على رقبته، ;من جملة هذه العناصر، نذكر اثنين:

  • استغلت العصابة خلو الشارع من تلاحم أمواج المواطنين، لاعتقال أكبر عدد من عناصر الحراك، في عمليات ترقى إلى الاختطاف، لسجن من ترى فيهم المحرك والمحفز؛
  • تسخين الحروب الأيديولوجية القديمة، مستعينة بنفس المنابر والخبرات “التوفيقية” التي لن تغب يوما واستمرت في دسائسها، لكنها توارت عن الأنظار طيلة أسابيع الحراك المبارك بعد تكشف أمرها، وعادت للعمل منذ أسابيع بكل الخبث والدهاء المعهودين منها، مستغلة الهدنة؛ ولهذا السبب نشهد اليوم، تكرار معزوفة بل وتنسيق مقاطعها، بما يؤكد تنفيذها من مايسترو واحد، يؤجج ثنائيات: إسلامي/علماني، ظلامي/حداثي، وما شبهها من مخادعات استغلوها عقودا لإحكام قبضتهم على الجميع والضحك على المغفلين، الذين، انجروا وراء مثل هذه الحروب الطاحونية العبثية.

خلاصة القول، لا بد من توخي الحذر والحيطة من كل من يمتطي أحصنة أيديولوجية في الوقت الراهن، فإن لم يكن، أحد معاول هذه المخابر، فإنه لا يفقه شيء من صيرورة التاريخ وأولويات متطلبات التغيير لأنظمة الحكم المستبدة. ولن نبرح مكاننا ونغير قناعتنا، لأن الحل يظل هو هو، ونكرر أن التغيير الجذري السلمي يقتضي استئناف هبة 22 فبرار 2019، بنفس القناعة والعزيمة ووضوح الصورة، دولة مدنية، دولة العدل والقانون، دولة لكافة مواطنيها

رشيد زياني شريف