“جريمة” رشاد التي لا تغفرها العصابة وبطانتها متعددة الألوان
إحدى أكبر “الجرائم” التي لم تغفرها العصابة لرشاد، بما يفسر ذلك السيل العرم من التهجمات عليها، من مختلف المنابر والمشارب، المتناقضة ظاهريا والمتحالفة موضوعيا، من داخل هياكل السلطة غمزا، وخارجها علنا، “الجريمة” أن رشاد دعمت الأصوات التي فضلت الخروج في 19 جوان، بما أفسد على كل من أراد الاستثمار في زرع بذور الفتنة والتشتيت، بين فئات الوطن الواحد، من خلال حصر مسيرات 19 جوان فقط في مناطق القبائل ومنعها في غيرها من مناطق البلاد الأخرى، سعيا منه إلى إظهار الحراك “جهاويا”، “قبائليا”، “زوافيا”، لضرب عصفورين بحجرة خبيثة واحدة، من جهة يقولون “للعرب”، انتم غير معنيين بهذا “الحراك” (الذي تتحكم فيه جهات خارجية تضمر شرا للبلد)، لأنه “قبائليا”؛ “انفصاليا”، “زوافيا” ومن جهة أخرى، يقولون لأهل القبائل الكبرى والصغرى، أرأيتم، أنتم وحدكم في الميدان تدفعون الثمن، لقد خذلتكم الجهات الأخرى، وتركوكم وحدكم في الميدان. هذه الخطة الدنيئة رفضتها رشاد وكشفت خبثها وسعت إلى إفشالها، شعورا منها بروح المسؤولية وبعد اخذ القرار بالتشاور داخل أطرها ومع الفرقاء الذين تسنى التشاور معهم، وهذا الموقف من صلب توجه وطريقة عمل رشاد التي تستثمر في الصدق مع الشعب، ولو كان ثمنه مرا أحيانا ونتائجه علقما على المدى القصير، لكن، ليس هذا جوهر ما تصبو إليه، لأن إنقاذ الوطن ووحدة الشعب أسمى من كل حسابات سياسوية أو نتائج متسرعة.
رشاد لا تعمل من أجل الظفر بمواقع في السلطة ولا تنتظر جزاء أو شكورا من أحد، ناهيك، عمن يعمل ليل نهار لإبقاء الوضع على حاله، وهي تعمل على المدى البعيد وبطول نفس، وتتأفف الاستثمار في الكذب والافتراء والأوهام. موقف رشاد كان واضحا ومسؤولا وواعيا، عندما دعمت من رجح قرار الخروج يوم 19 جوان، وتفهمت من رأى غير ذلك، لأن لكل منهما مبرراته واجتهاداته ولا يحق لها أو لغيرها التشكيك فيه ناهيك عن اتهام أهله
بقلم الدكتور : رشيد زياني شريف