أين كلَ هذا الاستنفار في الداخل والخارج من رؤوس النهب والنهش والتحطيم “الفارَين”؟
أوامر دولية لاعتقال مُسرَب للمعلومات، أيَا كان، لكن أين كل هذا الاستنفار في الداخل والخارج من رؤوس النهب والنهش والتحطيم، ممن استنزفوا الخيرات وأفقروا بلدا غنيا، سمَموا حياة الناس وحوَلوها إلى جحيم لا يُطاق، وداسوا على كرامتهم، هؤلاء، وهم معروفون معلومون في الداخل والخارج.. أيَا كان هذا الشخص، هل هو خطر على الأمن القومي حتى يستلزم كل هذا الاستنفار؟
لنفترض أنه كذلك، هل خطورته أكبر من رؤوس النهب والتحطيم وسياسة الإفقار؟ ورأسُ الخراب مُعزَز ومكرم في إقامته ويُزار كما يُزار كبار القوم ووجهائهم؟؟
ليس ثمة منطق ولا حبة خردل من عقل، ولا أدنى من ذلك، في صنيع سلطة القهر، وإنما هو العبث في أبشع صوره وحماية الحكم من الاندثار والضياع وفقدان السيطرة، والاستبداد يقلب الحقائق في الأذهان ولا يُرجى منه غير الإفساد والإمعان في ظلمات التبعية والنفاق والانحطاط، ومن تشرَبه (أي الاستبداد) ورث شرَ الخصال.
والغربيون الذين يتوسل إليهم الاستبداد، يُدركون أن العرب ليس لديهم حكومات من أي نوع بل شخص مستبد وحاشيته يسيء للجميع قدر استطاعته حتى يموت أو يقتل أو يُطرد، ويعتقدون (الغربيون) أنهم يقابلون دائما فاسدين عربا مستبدين في شعوب خانعة، يقولون ما لا يفعلون شعارهم الحرب على الشعوب والعبودية للآخر. وينظرون (الغربيون) بدونية واحتقار للشعوب العربية المحكومة بمستبدين جهلة..فلا يستحقون أكثر من الإخضاع والمقايضة والابتزاز.
بلادنا منهوبة مسلوبة مُحطَمة، ورؤوس التحطيم فيها ينعمون بأموال النهب، في الخارج بعد فرارهم أو تمكينهم من المغادرة، من دون حسيب ولا رقيب، وإذا ما صدرت مذكرة جلب في حقهم كان التعامل معهم أشبه بصنيعهم مع الوزير الفاسد الناهب شكيب خليل بعد صدور مذكرة اعتقال دولية، ضحك على العقول وتمويه غبي واستهلاك محلي، ولا شيء غير هذا.. كل همهم أن تبقى السلطة دولة بينهم وأن يستبدوا بالحكم وعدوهم هو الوعي وصُنَاعه، أن ينتشر الوعي معناه أنهم مُهددون شعبيا طال الزمن أم قصر.
صحيفة الأمة الإلكترونية