عجزت حتى عن صياغة بيان مقروء..تجاوزت السلطة التخبط بمراحل
تجاوزت السلطة التخبط بمراحل..فوضى في إدارة شؤون البلد، الوضع أسوأ من ذلك..هو أخطر من الإفلاس والإخفاق، وهل هناك ما هو أخطر من التخبط والفوضى والإفلاس، نعم إنه “اللا دولة”، عبثوا بها حتى صارت أضحوكة يتندر بها عموم الناس…
حتى إن قلنا الحكم شاخ وهرم وتجاوزه الزمن الثوري، فهذا توصيف “ناعم” لا يعكس الحجم المهول المُرعب للإسفاف والانهيار والتهالك، ولا يستحق (الحكم) مثل هذا التوصيف، ففي الشيخوخة بقية عقل وحكمة ونضج، أما هذه السلطة فقدرتها على التحطيم والعبث فاقت كل تصور.
انتخابات 12/12 هوت به في مكان سحيق، صنع منها لحظة فاصلة، ظنها المنقذ الوحيد من التيه والضياع وأقصر طريق نحو فرض شرعية القهر والتغلب، فإذا بأزماته الداخلية تشتدَ وصراعاته تحتدَ ولا تكاد تهدأ هي أشبه بمن يسير في نفق مظلم لا نهاية له..
حكم بعضه هارب وبعضه مسجون وبعضه يتصارع وبعضه ينهش، أغلقوا على أنفسهم فلا يسمعون إلا أصواتهم ومن يتملقون له في الخارج، ولا يرون إلا استمرار سلطتهم وسيطرتهم، لا شيء يدل على وجود دولة، لا مؤسسات ولا هيبة ولا حبة خردل من شرعية شعبية، وداعموهم في الخارج يُمدونهم في الغي ولا يسأمون.
“كورونا” لم يُعرَ السلطة ولا كشف حقيقتها، ولا أظهر شيئا خفيَا، وإنما ذكَر بحقيقة الوضع: أن “لا دولة”، ولا “شبه دولة”، التحطيم فاق كل التصورات والعبث بلا حدَ ومن دون تورية ولا قناع..الشعب يتابع حالة “اللا دولة”، على المباشر، ألبسته السلطة قميص “كورونا” وحمَلته خطاياها، وهو لم ير السيطرة إلا أكذوبة في بيان..
قادم الحكم أسوأ، والرئاسة عجزت عن صياغة بيان مقروء ومفهوم، لا يمكن فك طلاسمه، وكثيرون يتابعون مشاهد تهالك الحكم على مسمع ومرأى الجميع، ولا يعني أن انهياره وشيك، فالأنظمة المتساقطة المتهالكة حال انحدارها تستغرق وقتا وتقاوم إلى آخر قبل أن تلفظ أنفاسها..
وقد حاولت دوائر في السلطة جرَ حركة الرفض الشعبي معها في هذه المآسي، لكنها فشلت، إذ يُحسب للحراك السلمي، بعقله الجمعي، أن فوت الفرصة على المتربصين به ومستدرجيه، فما اندفع ولا استعجل الخروج، لتتحمل السلطة، وحدها، سوء تدبيرها وتذوق وبال أمرها وتأكل بعضها بعضا وتلتهم معها بقايا بلد أشبعوه نهبا ونهشا وعبثا..
صحيفة الأمة الالكترونية