هبطوها للواد…
س : من هذه المرة؟
ج : الجزائر
بلحيمر (لسان حال العسكر- واحد من الأبواق-) يهدد بغلظة صحيفة لأنها كشفت شيئا من الحقيقة بافتتاحية تقول باللون الأحمر أن النظام في حالة فشل تامة… التهديد طبعا كالعادة من أجل تكميم الأفواه… لأن النظام عاجز على رؤية الوضع و كأي مجرم غبي يرفض أن يرى البصير خطورة الوضع… ماذا تفضل زمرة الفشلة ؟ القمع, التخويف و السجن بلا حدود… و بين كل هذا هناك كارثة صحية… المعدّات الطبية للجنرالات و الإهمال و الوفاة للمواطن (و نعلم أن الإهمال حدّ الوفاة جريمة)
عندما تكون الجثث مكدسة في أروقة المشافي فهذه حتما جريما بل مع سبق اصرار… و هذا من المعلوم بالدليل إذ أن النظام لم يقم بحجر صحي بل فضل حظر التجول الأمني…فهي طبعا جريمة… من بقي له ضمير حي من الأطباء يدفع الضريبة التي ثمنها حياته.
الكارثة متعددة الأبعاد فلا تقتصر عن صحي و أمني أو اجتماعي دون الإقتصاد… و هذه لا تحتاج إلى إطناب… فأنت قارئ هذه الأسطر تحس بها تمام الإحساس, مهما كان منصبك و دخلك… الكارثة متعددة الأبعاد… و بهذه الحال ستعصف بالبلاد… لأنها مخطط إجرامي حاكه من عجز على الحكم و فرض منطقه في الحكم…. و هذا في انتظار قطع المياه و الكهرباء صيفا و هي صيغة للعقاب… و ليست آخر مآل… فالجوع أخطر و أكثر متكا بالأفراد فالمجتمع فالدولة فالوطن.
هل سبق و أن عرفت الجزائر مثل هذه الحال ؟ لا …
هذا نتاج عام من محاولة (مقامرة) الحكم الأهوج… الذي لا يتقن الجنرالات غيره… الجنرالات يحكمون مباشرة دون ستار ببؤس و حمق و بلادة… و يبدو أنهم فهموا أن عيونهم لن ترى اعتراف الشعب بهم… لذلك اتخذوا قراراهم الذي من المرجح أن نرى عواقبه…
ما هو هذا القرار؟
الإنتهاء من أمر الوطن.
قتل جنرالات الإجرام المواطن و هم يرددون ضاحكين عبارة (هبطوه للواد)… الواضح أمام العين أنهم الآن في نفس حالة الإجرام… و دون مبالاة سيقولون (هبطوا البلاد للواد)… و لا يقوم بهذه المجازفة الخطيرة إلا مجرم… و الجنرالات مجرمون… و حكم العسكر حكم إجرام… الوطن في خطر.
م.ح.