من أقوى سياسات الثورة المضادة نزع الأمل من القوى الثورية التي أحدثها الشعب منذ ثورة 22 فبراير، زرع الفتنة الجهوية والإديولوجية والإحساس بالإحباط والهزيمة داخل الأوساط الشعبية من الإستراتيجيات المعروفة للمخابرات السياسية التابعة للمدرسة السوفياتية
محاولة إيهام الشعوب بأنها مهزومة لامحالة أمام مصالح البيروقراطية البرجوازية التي خلفت الأرستوقراطية والكنيسة من المهام الأساسية للبوليس السياسي السوفياتي وتفرعاته الأروبية الشرقية مع اللاتينية والعربية، نفس المهام الموكلة لمخابرات التزار رومانوف ضد التطلعات الديمقراطية للشعب الروسي في مطلع القرن العشرين قبل أن تنتصر عليه الطبقة المثقفة الشيوعية بعد إنهزام الجيش الأبيض أمام الجيش الألماني
الثورات التي سوقها لنا العالم عبر التاريخ وإعلامه الممول في الحقيقة لم تكن إلا إستخلاف الأرستوقراطية ورجال الدين بالطبقة البيروقراطية البورجوازية المتحالفة مع رأس المال
الثورة ليست الحكم الطبقي مع نوع من الحريات الإلهائية، الحرية الأساسية هي إمكانية الوصول إلى الحكم بدون الخضوع للعراقيل الأمنية الإعلامية والمالية، الحرية هي الحكم للشعب بفقرائه وأغنيائه بدون تمييز عرقي ومادي، الثورة هي كسر الهيمنة الطبقية على الأغلبية المقهورة، هذا ماتحاول كسره المخابرات السياسية الجزائرية بزرع الفتن والإحباط داخل المجتمع، لأنها وليدة المدرسة السوفياتية مع خليط من البوليس السياسي الإستعماري، مدرستين أمنيتين لم تكون نتيجة ثورة حقيقية بل إنقلاب سياسي طبقي سوق للعالم على أساس أنه ثورة
يحي مخيوبة