ضحايا الحجر الصحي الكارثي للسلطة… عائلات تبيع أثاثها وثيابها لتقتات!!
حجم الانهيار الاقتصادي لكثير من العائلات الجزائرية بسبب توقف الأعمال والإدارة الكارثية للحجر الصحي، مهول ومُفزع ومُرعب..كلما حاولت جمعية “الجزائر تضامن” معالجة حالات اجتماعية مأساوية من مخلفات الحجر الصحي الكارثي للسلطة (من دون تحمل الحكومة أي أضرار أو تغطية الحد الأدنى من نفقات وحاجيات الأسرة المتضررة وما أكثرها)، تُفاجئنا حالات أخرى أشد وأقسى..بعض المتضررين اضطر لبيع أثاث بيته وحتى ملابس بعض أفراد أسرته ليسدَ الحد الأدنى من الضروريات..
ما تعانيه الأسر المتضررة قد لا يتصوره عقل، والواقع أصدق أنباء، والمعاناة فاقت المتوقع ومعدلات الفقر في تزايد…وليس أقسى على القلب من أن يعجز المرء عن التكفل بحالات لقلة ذات اليد…وليس أشد عليَ من عبارة بعض العائلات التي تضررت من انقطاع وتوقف عمل معيلها، يبادرونك بها عند اتصال بعد انقطاع لفترة، مستنكرين: “نسيتمونا”؟؟ ويعلم الله أننا ما نسيناهم لكن غمرتنا الحالات والأوضاع الكارثية وقلة ذات اليد…
فكرنا في شراء بعض أجهزة التنفس وتزويد مستشفيات منكوبة بها، فإذا بصديق عزيز يكلمني: أخي ليس بعد الفقر من علَة، الناس لم تجد ما تأكل، فقوت الناس أولى، فعدلنا عن الفكرة…فعندما يفرغ الجيب تختنق الروح ويضيق التنفس وتظلم الحياة، هذه حقيقة وضع كثير من ضحايا الحجر الصحي الفوضوي.
السلطة في تخبط مريع تتهرب وتختفي وراء تصريحات وبيانات باهتة باردة عزلاء، وحتى المعونات الهزيلة التي قدمتها لم يستفد منها إلا قلة من مستحقيها..أكثر ما أهلك العائلات المتضررة، كان التخبط السلطوي في إدارة الحجر الصحي، غلق محدود متأخر، ثم توسع في الغلق، ثم رفع جزئي، ثم تدرج في الرفع ثم غلق فوضوي فجائي، ثم لا شيء، لا أحد يفهم ما يجري، كل شيء يمكن تصديقه إلا دعواهم بـ”السيطرة على الوضع”، فهذا لا أكذب منه، الناس في حيرة وقلق، زادهم هذا غمَا إلى غمَ، أكثرهم لا يدري ما يفعل، والحكم منفصل تماما عن المجتمع لا يبالي بأي واد هلك الناس، وإذا اشتد عليه الضغط، خرج بطلاسم وأرقام وزاد من احتقان الناس وكربهم.
صحيفة الأمة الإلكترونية